ثقافة وفن

الفرقة السيمفونية الوطنية تختتم حفلات العام بكونشيرتو يعزف لأول مرة في سورية

جمهور واسع من مختلف الأعمار كان بانتظار العرض الأخير للفرقة الوطنية السيمفونية الوطنية السورية لعام 2018 بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان ومشاركة العازف العالمي غزوان الزركلي على البيانو على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.

واختارت الفرقة أن تختم حفلاتها العام الحالي بكونشيرتو يعزف لأول مرة في سورية وهو كونشيرتو “البيانو والأوركسترا رقم 3” للمؤلف الروسي سيرغيه رخمانينوف على آلة البيانو إضافة إلى قصيد سيمفوني لجان سيبيليوس.

وعبر الحركات الثلاث للكونشيرتو تدفقت الألحان عبر أنامل أعضاء الفرقة جاعلة الجمهور في حالة تماه تام مع هذه الموسيقا الراقية والتي أدتها الفرقة بجمال وحرفية وإتقان.

وافتتح الكونشيرتو بلحن حزين مليء بالحنين ليتتابع الارتفاع والانخفاض في أمواج طفيفة ويعاود الظهور عبر الحركة كفكرة جامعة ترافقها ألحان متعارضة معها لتتنوع هذه الألحان بين الكآبة والسوداوية والشعرية والرعود الهادرة.

وتملأ هذه المشاعر المتناقضة بحدة الحركة الثانية لتتحول الحركة الثالثة إلى عيد للحركة والطاقة للعازف الزركلي والتي استطاعت الفرقة أداءها ببراعة ملفتة.

قصيد “فنلنديا أوبيس 26” السيمفوني التي قدمتها الفرقة السيمفونية من أعمال المؤلف الفنلندي سيبيليوس التي روى عبرها فصولاً من تاريخ بلاده بأسلوب فخم وحماسي قوامه الآلات النفخية لتعكس تطلعات الفنلنديين للحرية مع تناغم مع الآلات الوترية ولحنها الهادئ المتناغم.

واستطاعت الفرقة عبر الأمسية أن تقدم خلال ساعة نوتات متراقصة جعلت الجمهور ممتلئاً إلى أقصاه كوجبة دسمة هائلة لأذان وعقول المستمع حظي بها في آخر العام.

يذكر أن المايسترو باغبودريان درس الموسيقا في المعهد العربي للموسيقا والتحق بالمعهد العالي للموسيقا عام 1990 وشارك بعدة حفلات وورشات عمل.

وتخرج المايسترو باغبودريان في المعهد العالي للموسيقا عام1995 باختصاص بيانو وقيادة أوركسترا ليعمل بعدها مدرساً لمادة التوزيع الأوركسترالي إضافة إلى عمله مساعداً لقائد الفرقة السيمفونية وأتم دراسته في قيادة الأوركسترا في إيطاليا تأليف وقيادة أوركسترا وعمل مدرساً في أكاديمية هامبورغ وفيينا إضافة إلى إقامته عدة دورات تخصصية قصيرة في ألمانيا ورومانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفنلندا.

أما الفرقة السيمفونية الوطنية السورية فتأسست على يد الموسيقار الراحل صلحي الوادي عام 1993 بعيد إحداث المعهد العالي للموسيقا حيث مثلت سورية في الكثير من المهرجانات والمحافل العربية والعالمية.

وتعمل الفرقة بشكل مستمر على توسيع برنامجها وتقديم الموسيقا العالمية للجمهور السوري والتعريف بالمؤلفين الكلاسيكيين من سورية والدول العربية والتعاون مع قادة أوركسترا عرب وأجانب معروفين على الصعيدين العربي والعالمي لقيادة الفرقة واستضافة العديد من العازفين المنفردين من جميع أنحاء العالم إضافة إلى استضافتها عازفين سوريين بشكل منفرد بعضهم حصل على جوائز عالمية.