طلبة المدارس.. مشاريع بين الفائدة العلمية والكلفة المرتفعة
أثارت مشاريع الطلبة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية التي تم إلزامهم بها هذا العام جدلا بين مؤيد لها نظرا لضرورتها العلمية والفائدة التي تعود على الطالب منها ومنتقد لها بسبب الكلفة المادية التي ترتبها على الأهل في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وفي استطلاع لآراء الأهل والطلبة بهذا الخصوص أشار الطالب معن الجهني من الصف الثالث إلى أن معملته كلفته بتنفيذ مشروع على شكل “مجسم” لمادة العلوم باستخدام الكرتون والورق الملون مبينا أن أهله هم من قاموا بتنفيذ المشروع كونه لم يستطع ذلك بمفرده كما أن الكلفة تجاوزت الـ 2000 ليرة سورية.
الطالب لؤي محمود من الصف السادس أشار إلى أن المطلوب منه في الفصل أكثر من مشروع مبينا أن المشروع الذي كلف به كلفه ما يقارب أربعة آلاف ليرة سورية علما أنه نفذه في المنزل ولو نفذه في المكتبة كانت الكلفة ستتضاعف.
أما الطالبة عبير عكاري من الصف الرابع فأشارت إلى أنها لم تنفذ المشروع الذي طلب منها بالمدرسة بل لجأ أهلها إلى المكتبة ولم تعرف شيئا عن موضوعه أو الهدف منه أو كلفته.
ولدى سؤال أهالي الطلبة أشارت أم محمد إلى الإرهاق والتكلفة الكبيرة التي تكبدتها بسبب هذه المشاريع فهي أم لأربعة أطفال وجميعهم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وطلب منهم تنفيذ أكثر من مشروع موضحة أنها هي من قام بتنفيذها جميعا.
بدوره المواطن محمود الدربولي أب لطفلين في المرحلة الابتدائية بين أنه لجأ إلى المكتبة لتنفيذ المشاريع المطلوبة من اطفاله وهو ما كلفه أعباء مادية إضافة على أعباء الحياة اليومية فيما رأت المواطنة ليلى رستم أن الخطوة لا تفيد الطالب لأن أغلب الطلاب يعتمدون على الأهل في إنجاز المشروع ومن أحوالهم المادية جيدة يقومون بشراء المشروع جاهزا من المكتبات ويتم تجميع هذه المشاريع ورميها في القمامة بعد أيام دون أن تحقق أي قيمة مضافة علمية للطلاب.
من جانبهم أغلب المدرسين الذين التقتهم مراسلة سانا أكدوا أن هذه الخطوة غير مفيدة للطلبة كونهم في أغلبهم يعتمدون على ذويهم لتنفيذها أو على المكتبات مؤكدين أنهم في حال تنفيذها بأنفسهم من الممكن أن تحقق فائدة علمية جيدة من خلال بحثهم وتحريهم عن المواضيع المطروحة مشيرين إلى أن موضوع المشاريع مقرر من الوزارة والمدرس ملزم بتنفيذ المنهاج.
وليد المرعي المدير المساعد للتعليم الثانوي في مديرية تربية حمص أشار إلى أن المشاريع الطلابية والمبادرات تم اعتمادها بشكل دائم بدءا من العام الحالي مبينا أنها استكمال لخطة الوزارة في المناهج المطورة بهدف تنمية مهارات الطلاب الحياتية المتعددة مثل إدارة الوقت والعمل التعاوني والتقويم الذاتي والتواصل وتنمية مهارات التفكير النقدي والقيادة واتخاذ القرار والبحث.
وأضاف المرعي أن هذه المشاريع تدخل في علامات الطلبة وأصبح لها علامة مستقلة في الجلاء المدرسي وغير مجزأة وتدخل في المجموع العام مبينا أن وزارة التربية عممت كتابا في الـ 14 من الشهر الماضي يوضح بالتفصيل العمل بها والهدف ومعايير التقييم بشكل واضح ومفصل وبدورها مديرية التربة عملت على تعميم الكتاب على كل مدارس المحافظة وكلف الموجهون التربيون والاختصاصيون بتنفيذ زيارات ميدانية لتوضيح آلية العمل بها.