الاحتفال باللغة العربية عالميا منذ 55 عاما… وسورية توليها الصدارة منذ قرن
الاحتفال باللغة العربية عالميا منذ 55 عاما… وسورية توليها الصدارة منذ قرن خمس وخمسون عاماً مرت على تكريس منظمة الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من كانون الأول من كل عام “اليوم العالمي للغة العربية” لتصبح لغة الضاد ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الأممية.
ولم تكن سورية عبر تاريخها الحديث بعيدة عن الاهتمام باللغة العربية فمنذ عام 1919 تأسس فيها أول مجمع لغوي يعنى بهذه اللغة ونهوضها وصون تراثها وتعريب المؤسسات والتعليم والمناهج لتكون سورية سباقة في تعريب كل المراحل التعليمية بمدارسها وجامعاتها وحقول المعرفة فيها ليكرس الإعلام السوري بمؤسساته قضية الحفاظ على اللغة العربية في نتاجه ولغته اليومية.
وعن تعاطي وسائل الإعلام المختلفة في سورية مع اللغة العربية ذكر مدير إذاعة دمشق الإعلامي أسامة شحادة أن للإعلام دوراً في الحفاظ على اللغة العربية منذ تأسيس المنظومة الإعلامية في سورية ما انعكس طرداً في الحياة الثقافية مستفيداً من قدرة الإعلام في التأثير وانعكاساته ولا سيما أنه يشكل خبز حياة يومياً بالنسبة للمتلقي معتبراً أن الإعلام أسهم في بعث اللغة العربية إذا افترضنا أنها بحاجة لذلك لكنها ظلت لغة حية.
وتصنف العربية من أكثر لغات العالم نمواً وازدهاراً بما تمتلك من قدرة على التكيف والتطور وعن ذلك قال الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب: “ميزة العربية الغنى الهائل بالمفردات والمصطلحات وقدرتها على الاشتقاق والنحت فاستوعبت كل لغات المشرق والعالم القديم ووثقت ما شاهده العرب عبر عصورهم فغدت مرجعاً عالمياً روت تاريخاً يمتد لقرون وامتد لأصقاع الأرض” مشيراً إلى الدور الذي لعبه أبناء سورية في نشر العربية بمختلف المحافل التعليمية والثقافية عربياً ودولياً.
دور العربية تخطى التصويرية والنقل اللذين كانا مرتبطين بنظم الشعر ورواية القصص والأحداث والأقوال وإنما تجاوزها إلى النقد والتحليل لتصل إلى أمهات العلوم وتطرق باب الفلسفة بقوة حيث رأت الدكتورة الناقدة ريما دياب والمدرسة في جامعتي القنيطرة ودمشق أن “النقد يعمل على إبراز مواطن الجمال في اللغة وهي مجموعة من العلامات تنبع أهميتها من إنتاج المعنى كما يقوم أيضا بالوقوف على رموز وإشارات فك تلك الرموز لتسهم في دائرة إنتاج المعنى بفعل يوازي طاقة النص الإبداعي الذي يبين أهمية اللغة”، مؤكدة ضرورة أن يمتلك المثقف القدرة وأسس النقد العلمي السليم الذي يسهم في حماية لغتنا العربية.
وصدر في سورية بالآونة الأخيرة عشرات الكتب التي تعنى باللغة العربية وضرورة صونها منها “سلطان الكلمة” للباحث مالك صقور الذي أكد أن اللغة هي حامل للثقافة والركن الأساسي في هوية الإنسان وانتمائه ولذلك تتعرض لمخاطر من أعداء الأمة والإنسان الذين يدركون أن القضاء على الثقافة العربية يبدأ بتقويض اللغة حامل هذه الثقافة.
ومع الاحتفاء العالمي بيوم اللغة العربية إلا أن المتخصصين يحذرون على مختلف المنابر من مخاطر دعوات إلغاء مناهج تدريس العربية القائمة حالياً والتخلص من قواعدها وفصلها عن ماضيها وتراثها وتطعيم الفصيحة بالعامية وخاصة مع انتشار الفضائيات والحاسوب ووسائل الاتصال الاجتماعي