الخدمات تعود تدريجيا إلى منطقة هنانو بحلب
مساكن هنانو من المناطق الشعبية المكتظة بالسكان تعرضت للإرهاب وتم تدمير بنيتها التحتية ومؤسساتها الخدمية وتهجير سكانها ومع عودة حلب بعد تحريرها من الإرهاب بدأ سكان هنانو بالعودة إلى منازلهم لكن الخدمات لا تزال خجولة.
معاناة المواطنين من نقص الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والمراكز الطبية والمدارس إضافة إلى عدم توفر الغاز ومازوت التدفئة لم تمنعهم من الاشارة إلى أن الحال بات افضل من قبل وخاصة وهم يلاحظون ان هناك اهتماما من قبل المحافظة باعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل دخول الارهاب إلى المنطقة.
المواطن أحمد حمادي قال: “نحتاج إلى الإسراع في إقلاع المركز الطبي وسيارة اسعاف مع كادر طبي للتمكن من اسعاف الحالات الطارئة” فيما بينت المواطنة فريال أحمد أن الوضع في السابق كان سيئا أما اليوم فيتجه نحو الأفضل وتم تأمين مادة الخبز وإنارة الشوارع بالطاقة البديلة، لافتة لوجود نقطة طبية تتوفر فيها الأدوية للأطفال بمختلف أنواعها إضافة إلى وجود جمعيات مثل الأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر العربي السوري تقدم المساعدات للمواطنين.
يحيي محفوظ من مساكن هنانو أكد أن الخدمات باتت أفضل لكنها تحتاج إلى وقت لتعود كما كانتـ، لافتا إلى أن أغلب المؤسسات الخدمية استعادت نشاطها في المساكن مثل المخفر والبلدية فيما طالبت المواطنة عبير عبد الرزاق بضرورة توفير المحروقات وايصال الكهرباء للمساكن للتخفيف من معاناة المواطنين.
المواطن حسن العبد الله أكد أن الحياة كانت معدومة في المساكن سابقا وحاليا بدأت تعود بالتدريج لكن نحتاج لاستكمال بعض الخدمات ولاسيما ضخ كميات من الوقود من غاز ومازوت لسد حاجات المواطنين في المساكن.
مدير خدمات هنانو المهندس أحمد الشهابي أوضح أن العمل جار منذ تحرير المنطقة من الارهابيين لتأمين الخدمات للمساكن وتمت المباشرة بترحيل الأنقاض وإزالة المساتر بدءا من الشوارع الرئيسية كمرحلة أولى بعدها بوشر في تأهيل المباني الحكومية مثل مبنى خدمات هنانو ومركز الاطفاء الذي بات في المراحل النهائية.
الشهابي أكد أنه تم تنفيذ مشروع جسر المشاة على طريق المطار بالتقاطع مع الصاخور والحلوانية ومد قميص زفتي لشارع الحي التجاري مع تأهيل الأرصفة في شارع المستوصف والإيواء وشارع المكاتب في الصاخور، كاشفا أنه تم ادراج 12 مشروعا ضمن موازنة 2019 لتأهيل المحاور الرئيسية ضمن خدمات هنانو لربط الأحياء تتضمن ترميم القميص الاسفلتي وأردفة وأرصفة و3 حدائق حيوية هي المركز الثقافي بحي الصاخور والمتنبي في هنانو وثالثة في محيط جامع المستغفرين.
وبحسب الشهابي “هناك عقد لترحيل أنقاض في أحياء غير مستهدفة سابقا تشمل حي الحيدرية والأحمدية والصناعة القديمة بالشيخ نجار لتسهيل عودة الصناعيين وإعادة الحركة الاقتصادية ضمن المنشآت الصناعية، اضافة إلى ترحيل الأنقاض الموجودة في الوجائب التي تعيق عودة باقي السكان إلى منازلهم ستتم المباشرة فيها خلال الشهر القادم ” كما سيتم تأهيل المحاور ضمن حي هنانو ومحيط المدارس والجزر الوسطية المطلة.
وبشأن النظافة بين الشهابي أنه يتم إفراغ الحاويات بشكل يومي وتجري أعمال كنس المحاور على أوتستراد المطار والشيخ نجار والشوارع الفرعية في باقي الأحياء مبينا أن الأحياء البعيدة مثل منطقة العويجة تخدم بشكل دوري كل ثلاثة ايام أو يوم بيوم من خلال سيارة جوالة مع عمال لجمع القمامة الناتجة عن الأحياء.
وحول الواقع الصحي أشار المشرف على مركز هنانو الطبي محمد مهروسة إلى أن المركز افتتح منذ نحو اسبوعين ويقدم كامل الخدمات الطبية للمواطنين بشكل مجاني، موضحا أن “جمعية رفع المستوى الصحي تعمل بالتشارك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف لتوسيع الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين وزيادة عدد العيادات”.
ويضم المركز عيادات أطفال ونسائية وصيدلية ويستقبل يوميا أكثر من مئة طفل ونحو 50 امرأة وقريبا سيتم افتتاح عيادة شاملة تتوفر فيها جميع الاختصاصات.
سانا رصدت حركة العمل في المركز والتقت بعض المرضى وقالت جميلة حميدي إنها أتت إلى المركز لأخذ ادوية لأطفالها مؤكدة ان جميع الأدوية تقدم مجانا فيما قالت ليلى حسن سليمان انها “متواجدة في العيادة لمعاينة ابن اختها ” ومنوهة بمستوى العناية والخدمة الطبية.
مساكن هنانو تضم العديد من المدارس وتم تأهيل نحو 10 منها حتى تاريخه ليتم استيعاب جميع الطلاب بينها مدرسة أحمد زينو التي بدأت استقبال الطلاب منذ اسبوع ويقول مدير المدرسة محمد حاج ابراهيم أن المدرسة كانت مهدمة جزئيا نتيجة استهدافها من قبل التنظيمات الارهابية وأعيد تأهيل 30غرفة صفية والسور والابواب وباتت جاهزة لاستقبال 1300 تلميذ وتلميذة علما أن الكادر التدريسي متوفر لكل المواد.
زينو لفت إلى أن مديرية التربية قدمت الدعم للمدرسة وارسلت جميع مستلزمات العملية التعليمية من مقاعد وغيرها وتم تركيب 21 مدفأة، لافتا أن العمل جار لاستكمال تأهيل باقي الاقسام في المدرسة مثل الحمامات.
وكشف زينو أنه تم تأهيل 7مدارس حتى الآن في منطقة هنانو بمساعدة بعض المنظمات الدولية و 3 مدارس من قبل مديرية الخدمات الفنية، مشيرا إلى أن مدرسة عز الدين القسام تضم لوحدها 1300 طالب وطالبة و50 مدرسا ومدرسة.
بعض الطلاب أكدوا أنهم يتابعون العملية التدريسية، مشيرين إلى أنه أثناء تواجد الارهابيين كانوا منقطعين عن التعليم.
وبالنسبة لمادة المحروقات أوضح مختار الحي الثاني في هنانو عدنان التاجر ان” كميات الغاز التي تصل إلى المساكن قليلة ومنذ أيام أرسلت سيارة للحي لكنها غير كافية نظرا لزيادة الطلب على المادة لعدم توفر الكهرباء”.
وبشأن المازوت أكد التاجر أن “الكميات التي تصل إلى المساكن قليلة وكل13يوما يصل إلى الحي نحو 50 حصة بمعدل 200 ليتر”، مبينا أن الحصص الموزعة حتى الآن بلغت 350 حصة من أصل 1350، مشيرا إلى أنه تمت المطالبة برفع الكمية خلال الفترة القادمة.
وبالنسبة للكهرباء أكد مدير كهرباء حلب محمد صالح أنه” تم الانتهاء من الدراسات لمناطق هنانو ومن المتوقع ان تصلها الكهرباء خلال العام 2019.