خطة وطنية لمنع عودة شلل الأطفال إلى سورية
بعد إعلان سورية خالية مجددا من شلل الأطفال أعلنت وزارة الصحة ومنظمتا الصحة العالمية واليونيسيف خطة وطنية لمنع عودته عبر استمرار التعاون في تنفيذ حملات التمنيع وتعزيز برنامج التلقيح الروتيني بما يضمن الحفاظ على ما وصف بالانتصار للصحة العامة والإنجاز غير المسبوق.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في الـ 23 من كانون الأول الماضي عدم تسجيل أي عزل لفيروس شلل الأطفال المتحور نمط 2 في سورية منذ أكثر من عام الأمر الذي اعتبرته انتصاراً للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي ورشة عمل لمناقشة الخطة الوطنية للحد من عودة وباء شلل الأطفال إلى سورية أوضح مدير الرعاية الصحية بالوزارة الدكتور فادي قسيس أن وزارة الصحة تمكنت من القضاء على الفيروس المتحور نمط 2 في 108 أيام وهو وقت قياسي.
وبين مدير الرعاية أن الوزارة تواصل العمل لرفع نسب التغطية بلقاح شلل الأطفال والوصول إلى كل المناطق لمنع عودة الوباء، كاشفا عن دخول فرق تلقيح يوم أمس الثلاثاء لأول مرة منذ عام إلى مناطق بمحافظة دير الزور حيث توزع 25 فريقا ثابتا وجوالا و 130 عنصرا صحيا بمناطق الصور والبادية والجزيرة وريف الميادين ووصلت حتى الآن لأكثر من ألفي طفل.
ولفت قسيس إلى أن سورية من أول دول المنطقة التي أحدثت مخبرا للترصد البيئي انطلق عام 2017 في موقع واحد بدمشق واليوم في 14 موقعا بعشر محافظات لنغطي كل المحافظات حتى نهاية العام بالتوازي مع تطوير وتوسيع مخبر شلل الأطفال حيث بات مخبرا مرجعيا ولم تعد الوزارة بحاجة لإرسال العينات للخارج.
معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي قال: إن الوزارة نجحت بالسيطرة على شلل الأطفال بفضل التزام وجهود كوادرها وتعاون المنظمات الدولية والأهلية.
بدورها قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف إنها فخورة باستجابة وزارة الصحة لكن لا يجب الاكتفاء بالرضا فالفجوات لا تزال موجودة في بعض الجيوب بمحافظات دير الزور والرقة وحلب وهو ما استدعى التوصية بتمديد خطة شلل الأطفال لعام آخر لحماية الصغار ورفع تحصينهم.
وأكدت هوف استمرار المنظمة بتوفير الدعم لوزارة الصحة في حملات التلقيح والبرنامج الروتيني.
من جانبه عبر مدير مكتب اليونيسيف في سورية فران إيكيثا عن تقديره لجهود وزارة الصحة الجبارة في تنفيذ خطة الاستجابة لوباء شلل الأطفال بالوقت المناسب، مؤكدا استمرار تأمين اللقاحات ومواد سلسلة تبريدها مع دراسة جدوى إدخال لقاحات جديدة للبرنامج الروتيني منها المكورات الرئوية والروتا.
خبير منظمة الصحة العالمية الدكتور مجدي شرف قال: “إن سورية قدمت نموذجا رائعا للاستجابة سيستفيد منه العالم رغم المصاعب التي واجهت فرق التلقيح ليس لجهة القضاء على الفيروس بوقت قياسي بل في منع انتقاله لمناطق ودول مجاورة”.
وفي تصريح لـه أوضح مدير صحة دير الزور بشار شعيبي أن 130 عنصرا صحيا بدؤوا أمس تغطية منطقة تمتد على طول نهر الفرات باتجاه الرقة على طول 150 كم لتحصين كل الأطفال.
يذكر أن عام 2013 سجل عدة إصابات شلل للأطفال بالفيروس البري الباكستاني المنشأ الذي حملته المجموعات الإرهابية المسلحة إلى سورية بعد أن أعلنت خالية من المرض منذ عام 1995 ونفذت على إثرها وزارة الصحة سلسلة من حملات التلقيح الوطنية نجحت في قطع سراية الفيروس ولم يبلغ عن أي حالة جديدة منذ بداية عام 2014 لكن المرض عاد في حزيران عام 2017 حيث أعلنت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في الثامن منه تسجيل إصابات مؤكدة بشلل الأطفال الفيروسي المتحور في دير الزور لتتابع بعدها الوزارة حملات التلقيح الوطنية.