خمسينية من السويداء تعيد إحياء تراث الأجداد على نول قديم
وجدت فائزة الصفدي قبل عامين بالنول التراثي القديم المركون ضمن مستودع في منزل أهلها ببلدة القريا في محافظة السويداء فرصة مهمة للمساهمة بإعادة إحياء تراث الأجداد.
النول الذي يتجاوز عمره قرنا من الزمن سبق لـ فائزة العمل عليه منذ 35 عاما مع والدتها لتطوره اليوم معتمدة على قرض تشغيلي من برنامج مشروعي الممول من الأمانة السورية للتنمية.
ورغم ما يتطلبه النول اليدوي من جهد كبير إلا أن فائزة تجد متعة في العمل عليه وتحقيق بعد جمالي عبر تصنيع البسط التراثية والوسائد الصوفية الزاهية لكل من يطلبها من هواة ومحبي المنسوجات القديمة وذلك بغض النظر عن المردود المادي كما تذكر في حديثها
فائزة البالغ عمرها50 عاما تروي كيف شجعت والدها عام 1986 على شراء النول من صاحبه في بلدة عرى ثم تعلمت طريقة الحياكة على يد حرفي من قرية أم الرمان، مبينة أن وجود النول في بلدتها آنذاك حقق اكتفاء لحياكة كل ما يحتاج إليه المنزل من بسط ووسائد وقطع تستخدم للفرش في موسم الشتاء .
ويشكل النول بالنسبة لـ فائزة التي تعمل أيضا في إحدى شركات المواد الغذائية قيمة كبيرة ويعيدها إلى ذاكرة الأجداد وتصنيع منسوجات من خيوط الصوف الخالص بعيداً عن الأساليب العصرية الحديثة لصناعة المفروشات.
تراجع شراء المنتجات التراثية اليوم لا يقلق فائزة التي تعمل وفقا للطلبات المقدمة لها مع حرصها بالوقت نفسه على تطوير عملها وحياكة قطع عصرية بنكهة تراثية من خلال حقائب نسائية بقياسات مختلفة تلقى قبولا وتسويقا لها .
وجراء تميز فائزة تم ترشيحها من قبل الأمانة السورية للتنمية للمشاركة في مهرجان “الشام بتجمعنا” الذي شكل فرصة لإظهار منتجاتها وإيصال رسالتها إلى أي إنسان لديه عمل متعلق بالتراث للحفاظ عليه وتعليمه للآخرين بما يضمن استمراريته.
ومشروع فائزة بحسب منسق برنامج مشروعي في الأمانة السورية للتنمية سعيد كحل مميز ويحمي الهوية التراثية ويحقق مصدر دخل إضافي لها مبديا استعداد البرنامج لمنحها سلفة ثانية لتطوير عملها.