محليات

حمص.. بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج تراجع زراعة البطاطا

ارتفاع تكاليف إنتاج البطاطا دفع المزارعين للمطالبة بدعم مستلزمات الإنتاج وتأمينها حتى لا يضطروا للعزوف عن الزراعة أو تقليص المساحات المخصصة لها.

“خسارتي تقارب مليوني ليرة سورية” يقول المزارع عبد الباسط زكريا من قرية النقيرة بحمص موضحا أن لديه ما يقارب 40 دونما مزروعة بالبطاطا وعلى الرغم من أن سعرها في الأسواق مرتفع إلا أن الأمراض التي لحقت بالمحصول وتكلفة زراعته جعلت العائدية الاقتصادية قليلة مع العلم أن إنتاج الدونم الواحد لم يتجاوز 700 كيلوغرام بينما في الحالات العادية يمكن أن يتجاوز 2 طن.

ويضيف زكريا: “اكتتبت هذا العام على 5 أطنان من البذار للزراعة وهو أقل من اكتتابي في السنوات الماضية لارتفاع سعرها لدى المؤسسة والتجار على حد سواء وعدم قدرتي على تأمين مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات ومازوت للري” موضحا أن الفلاحين بحاجة للمحروقات والجرارات ومضخات المياه ونقل العمال إلى الحقول ونقل المحصول إلى سوق الهال ويعانون من قلة الكميات المخصصة وارتفاع السعر في السوق السوداء.

“مخصصاتنا من المحروقات تعادل 5 بالمئة من حاجتنا الفعلية و95 بالمئة يتم شراؤه بسعر 300 ليرة من السوق السوداء” يقول المزارع ابراهيم عودة من بلدة سكرة بريف حمص الشرقي مؤكدا أن أحجام الفلاحين عن الزراعة لعدم قدرتهم على تأمين احتياجات المحصول وخاصة مادة المازوت بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المبيدات وعدم فعاليتها إضافة للظروف الجوية.

وأبدى المزارع حسين الحاج علي من دير بعلبة استغرابه من رفض مديرية زراعة حمص توسيع الخطة الزراعية وتخصيصهم بالمازوت والأسمدة قائلا: “أملك 500 دونم وبصعوبة استطعت تامين مخصصات 10 دونمات من مديرية الزراعة ومخصصات ما تبقى من الأرض من الأسمدة والمحروقات سأقوم بشرائه بسعر مرتفع”.

ومن قرية دحيرج بريف القصير الجنوبي يؤكد ممدوح شحادة أن خسارته العام الماضي كانت 100 ألف ليرة في الدونم الواحد وهو يزرع حاليا 180 دونما بالبطاطا موضحا أنه لولا ارتفاع أسعار المحصول حاليا في الأسواق على غير العادة لتعرض المزارعون لخسائر كبيرة جدا مضيفا” بصورة عامة كل الفلاحين يعانون من ارتفاع تكاليف الإنتاج وإذا استمر الوضع على حاله ستنخفض المساحات المزروعة مستقبلا.

هناك إحجام قسري عن زراعة البطاطا لدى قسم كبير من الفلاحين حسب رئيس مكتب التسويق في فرع اتحاد الفلاحين بحمص موفق زكريا عازيا السبب إلى الخسائر المتتالية التي يتكبدها الفلاحون نظرا لارتفاع تكاليف مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات ومحروقات عدا عن الظروف الجوية التي الحقت الضرر بمساحات كبيرة.

وتوقع زكريا أن يتناقص الإنتاج في السنوات القادمة لعدم قدرة الفلاح على تحقيق هامش ربح في زراعة البطاطا مشيرا إلى أنه لا بد من استيراد كميات من البطاطا للاستهلاك للحد من الارتفاع الحاصل في الأسواق.

صفوان القاسم تاجر مستورد لبذار البطاطا توقع ارتفاعات جديدة بأسعارها خلال الشهرين القادمين إذا لم تسمح الجهات الحكومية باستيراد البطاطا من دول الجوار مؤكدا أن سبب ارتفاع أسعار بذار البطاطا المستوردة حاليا يعود لارتفاع سعره في بلد المنشأ والرسوم الجمركية المفروضة.

وفيما يتعلق بجودة البذار المستوردة عن طريق التجار يوضح التاجر القاسم: أن كل أنواع البذار المستوردة تخضع لرقابة وفحص دقيق من قبل لجان زراعية مختصة للتأكد من خلوها من الأمراض.

ولدى سؤال مدير فرع مؤسسة إكثار البذار المهندس أحمد يوسف أحمد عن أسباب ارتفاع أسعار بذار البطاطا المستوردة أوضح أن سعر البذار مرتفع من دول المنشأ في أوروبا بسبب خروج مساحات كبيرة من الحقول عن الإنتاج نظرا لتعرضها لظروف الجفاف والحرارة المرتفعة الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج بشكل كبير وارتفاع سعر الطن الواحد ما يقارب 250 يورو عما كان عليه في السنوات السابقة ما انعكس على سعر شرائها من قبل المؤسسة وبالتالي ارتفاع سعر البيع للفلاحين.

وأوضح أحمد أن فرع حمص استورد 250 طنا بسعر 575 ألف للطن الواحد في حين كان سعرها العام الماضي ما يقارب 368 ألف ليرة للطن الواحد.

وحول عدم قيام المؤسسة بشراء كميات إضافية منعا لاحتكار التجار والتلاعب بسعرها واستغلال الفلاحين بين مدير الفرع أن المؤسسة غير قادرة على شراء كميات إضافية وتخزينها في المستودعات لأن سعرها مرتفع وسيتم تلف كل الكميات المخزنة في حال احجم الفلاحون عن شراء البذار إلا انه أكد في الوقت نفسه أن لجان المؤسسة قامت بجولات ميدانية على مختلف المناطق والقرى قبل عدة أشهر لتشجيع الفلاحين على الاكتتاب على بذار البطاطا لأن السعر لديها أقل من التجار بكثير إلا أن معظم الفلاحين تذرعوا بعدم وجود رصيد من الأموال لديهم للاكتتاب علما أن سعر الطن الواحد لدى التجار حاليا يباع ما بين 750 الفا و860 ألف ليرة بزيادة نحو 200 ألف عن سعر المؤسسة.

وحول نوعية وجودة البذار المستوردة من قبل التجار طمأن مدير فرع المؤسسة بحمص الفلاحين بأن جميع البذار المستوردة عن طريق التجار تخضع لرقابة لجان تقوم بفحصها والتأكد من خلوها من الأمراض.

وأعرب عدد من المواطنين الذين التقاهم مراسل سانا عن استيائهم من ارتفاع أسعار البطاطا معتبرين أنه بإمكان المواطن الاستغناء عن الكثير من الخضراوات واستبدالها بأخرى إلا البطاطا فهي من الأغذية الرئيسية التي لا يخلو بيت منها فهي طعام الغني والفقير.