رحيل الشاعر جميل حسن
غيب الموت الشاعر جميل حسن عن عمر ناهز ال90 عاما، الشاعر الذي أبدع الكثير من الدواوين الشعرية والدراسات النقدية والأدبية (ما يقارب سبعة عشر إصدارا). ديوانه الشعري الأول الموسوم بـ(بواكير غضة) كتب مقدمته الشاعر سليمان العيسى.
دخل الشاعر جميل حسن ( معجم البابطين الشعري)، وعمل مدرسا للغة العربية في العديد من مدارس ثانويات القطر، ثم انتقل لدولة الإمارات العربية حيث عمل مديرا للتأهيل التربوي وعلى مدار عدة أعوام متتالية.
نشر العديد من قصائده الشعرية ودراسته الأدبية والنقدية في العديد من الصحف والمجلات والدوريات السورية والعربية. تتميز تجربته الشعرية بذاك الخيال المكثف والمنبثق من مفردات وجمل وصور شعرية، الدارس لشعره والمتذوق لها يعرف نكهتها ومميزاتها.
من ذكرياته قال: (ولدت في قرية عين شقاق. في جبلة عام 1932وعشت في بيت ترابي، ابن فلاح أرعى الأبقار في البراري حافي القدمين، استطعت انتزاع علمي من أنياب الفقر، تعلمت القراءة والكتابة والقراءة في ( كتّاب القرية عند الخطيب)، كان أبي تواقا للعلم والمعرفة فأخذني إلى مدرسة في مدينة جبلة حصلت فيها على الابتدائية، ومن ثم انتقلت إلى اللاذقية نلت فيها الثانوية ومن حمص إلى دار المعلمين في حلب).
وعن تجربته مع الشعر والعلاقة الحميمة بينه وبين القصيدة قال: ( حين نظمت الشعر نظمته موزونا، والأذن الموسيقية التي أملكها ساعدتني في ذلك. كتبت الشعر في المرحلة الإعدادية. التقيت الشاعر بدوي الجبل. في حفل تأبيني وكان عمري ثلاثا وعشرين سنة ألقيت قصيدة وكان يهزّ لي برأسه معجبا بقصيدتي، حينئذ قال لي: (أنت شاعر، اقرأ وأكثر من القراءة).
يتابع قائلا: ( لديّ سبعة عشر كتابا مطبوعا من بينها الدواوين والملاحم الشعرية، وهي تحتل مكانة كبيرة في وجداني، إلا أن ملحمة ( بشراغي) الشعرية – بشراغي اسم قرية – هذه الملحمة الشعرية لها مكانة تفوق كل ماكتبت، ناتجة عن العلاقة الوجدانية بيني وبين أهل ( بشراغي). من قصائده الشعرية الأخيرة قال:
بآخر لمحة: أهلا وسهلا.. وقفت ببابها عمرا وقالت./ فرحت بالترحيب حتّى. كأني عدّت في التسعين طفلا. / ومرّ شريط عمري في خيالي. فلم أر مثل هذا اليوم أغلى./ أيا عمرا قطعت به الفيافي. ووديانا وتاريخا مملا. / أفتش عن دروب ألتقيها. ببعض شعابها يعود أحلى.
رحل الشاعر والأديب والمربي جميل حسن. رحل بالجسد أما روحه الشاعرة وتاريخه الإبداعي لن ينسى أبدا.
البعث ميديا || أحمد عساف