لينا ابراهيم.. شهيدة الرسالة التي لا تموت
اختارت أن ترسم حياة جديدة لها بعد أن أصابتها يد الغدر منذ 6 أعوام فكانت عينا الشهيدة لينا علي ابراهيم شاخصتين إلى الوطن والسماء.. لتغدو قدوة لمن حولها من رفاق السلاح.. أما سلاحها الأقوى قبل أن تتحول إلى نجمة في السماء فكانت /الكلمة/ لتجعل منها تميمة للأبدية.. /حي على الزناد .. رسالة لا تموت/.
أمس شيعت مدينة /صافيتا قرية الناصري/ ابنتها البارة المسعفة الحربية لينا ابراهيم بعد معاناتها من آلام جراحها ومضاعفات إصابتها التي شلت طرفيها السفليين منذ عام 2013 على يد /قناص/ التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة القابون بدمشق لكن الرصاصة لم تستطع أن توقف العطاء في قلبها وفكرها.
لينا الشابة في مقتبل عمرها أخذت تسابق الزمن طوال فترة علاجها متعطشة لإكمال رسالة رفاقها الشهداء.. رسالة الصمود والقوة والإباء.. رسالة الجرح النازف على أرض الوطن وآثرت أن تترك الحياة قبل أن تترجم ما عاشته في أرض المعركة في ديوان شعرها الأول والأخير /حي على الزناد/ نسجت فيه قصص صمود الجيش العربي السوري ومقاومته للإرهاب ممزوجة برسائل الحب والايمان بالنصر المجبول بدماء الجرحى وأرواح الشهداء.
تجاوزت لينا رصاصة الغدر وكسرتها بعزيمة لا تلين وهي من خاطبت أعداء الوطن بقولها.. /قناصهم هذا سيمضي لعنة .. تبقى على الأيام لا لن تمسحا .. هم سعروا الحرب العوان بلؤمهم .. سيكابدون لهيبها المستقبحا.. صليت للنصر الكبير يزفه .. جيشي الهمام بعزمه كم افلحا.. فتعال صل معي فإن صلاتنا.. صوت اليقين وحقنا أن نفرحا/.
انتصرت لينا على إصابتها بالصبر والإيمان وجعلت لحياتها معنى وقيمة فشغلت وقتها بالمطالعة والكتابة إضافة إلى تدريس أبناء قريتها ما يصعب عليهم من واجباتهم المدرسية ودليل صبرها قولها.. /إن مقاومة مخرز الحرب كانت بعين من صبر وعين من حبر ولون ولحن أما الجراح فهي بصمة أبدية تعتز وتفتخر بها .. نتسامى على الجراح نصلي.. لانتصارات على الأعداء.. قهوة المجد في فناجيننا تغلي .. وتدعو لجلسة واحتساء.. نرفع النصر شارة من دمانا.. فلنفاخر بالشارة الحمراء/.
وعندما نبحث عن البيئة التي خرجت منها البطلة لينا نجدها قد خطتها /شاهدة/ عشق سرمدية للأجيال القادمة عن حقبة من الزمن كانت فيه خنساوات سورية قدوة في البذل والتضحية لتتكلم بلسان حالهن عن نداء الواجب وصون الأرض والعرض مع الأبطال.. /هذا التراب قصيدة مكتوبة.. بدم الشهيد تعانق الجوزاء هو طهر أمي علمت أبناءها.. كيف الفداء وبوركوا الأبناء مغدى أبي في الحقل يزرع عزمه.. بأسا يرد بحزمه الأعداء حب البلاد دروس مدرستي هنا .. كانت مقاعدها غدا وضاء.. هتف إلى الميدان يا جند اعتدوا .. فاتوا أعاصيرا تهز السماء.. والأم أوصتني بلادك جنة .. فلتحفظيها جنة خضراء/.
حياة البطلة لينا علي ابراهيم خلال سنوات أصابتها لم تقف عند حدود العطاء فهي من قالت.. /وجعلت قلبي مهد كل مناضل.. أعطي البلاد ولم يمل العطاء/.
وتبقى الحرب تجربة بلا نهاية كحياة الإنسان أما صحفيو الوطن فحملوا واجب أن يرتقي قلمهم لعظيم البذل والعطاء لأيقونات صنعت الحياة مكللة بالمجد والفخار.. وما أصعب أن تخط الكلمات محملة بأرواح أطهر البشر من شهداء وجرحى وأبطال.. لتنقل بأمانة الحرف بعضا من بعض بطولاتهم لتبقى شاهدة على من اختار للوطن الحياة وليبقى شعارها /حي على الزناد/ رسالة لا تموت.
المصدر: سانا