الحنين إلى الشام والشوق إلى البحر في لوحات الفنان عصام اليوسف
حمل دمشق بروحه وإحساسه فتجلى الوطن بكل لوحة من لوحات الفنان التشكيلي عصام اليوسف ففاح ياسمينها من بين ألوانه الدافئة والمبهرة التي زينت في معرضه الفردي الثاني جدران ثقافي أبو رمانة بزخم بصري وموسيقي ولوني.
ومن يتجول في معرض اليوسف يرى في لوحاته الحنين إلى الشام والشوق إلى طبيعتها بثقافة هندسية وظفها لصالح لوحته الفنية وأعاد صياغتها بروحه وحسه ورؤيته بعد سنوات طويلة من الغربة مازجا في بعضها بين دمشق والبحر مدخلا المرأة برموزها ضمن بنائية هندسية وإشراقات الضوء في تعبيرية خاصة.
وذكر اليوسف في تصريح له أنه عبر عن حبه لمدينة الياسمين من خلال تجسيده لحاراتها وبيوتها وانتصاراتها على الغزاة، إضافة إلى لوحات سلط من خلالها الضوء على ما مر بها خلال سنوات الحرب الإرهابية وقيامتها من جديد وعن الغد الأفضل لها، لافتا إلى أن المرأة هي الحياة بالمطلق بالنسبة له.
وأشار إلى أنه استخدم مادة الاكريليك مع الزيتي بتقنية مختلفة لخلق حالات جديدة بتكنيك عال يقدمه للمتلقي، معتبرا أنه لا يوجد شيء اسمه مدرسة وأن كل فنان يمثل مدرسة في لوحاته يعبر فيها عن شخصيته وأن تسمية المدارس تأطير سلبي للحالة الفنية.
وحول تسمية معرضه “يا شام” رأى اليوسف أنها بمثابة صرخة لعودة هذه المدينة لألقها مستخدما أسلوبه الخاص به وروحه الموجودة بكل لوحة، موضحا أنه تأثر بالفنان الإيطالي مودياتي الذي تتلمذ على لوحاته منذ الصغر.
ولا ينقص الفنان السوري التشكيلي برأيه أي شيء ليصل إلى العالمية سوى المزيد من “الدعم من وزارة الثقافة والقيمين على الملتقيات الفنية مع ضرورة الخروج من حالة الشللية والاستثمار في المواهب الواعدة والطاقات الجديدة ولا سيما أن سورية مصدر الحالة الفنية التشكيلية في الوطن العربي بما لديها من كوادر فنية مبدعة ومتجددة”.
وعن التشابه بين الهندسة المعمارية والفن التشكيلي بين الفنان المتخصص بهندسة العمارة أن معظم الحالات الفنية التي وصلتنا عبر التاريخ هي عمارة، لافتا إلى أنه استفاد كثيرا من الثقافة المعمارية ووظفها في لوحاته الفنية.
مديرة مركز ثقافي أبو رمانة الفنانة التشكيلية رباب أحمد وصفت تجربة اليوسف بأنها تدفق لنسيم البحر من خلال فسحات وإشراق الألوان وتحديدا اللون الأبيض ضمن نوافذ دمشقية في تمازج جميل ضمن الفن التشكيلي ولا سيما أن لوحته غنية بتعبيرية خاصة وغنائية هندسية.
الناقد التشكيلي عمار حسن أوضح أن ما يميز معرض الفنان اليوسف هو الإيقاع المعماري العالي للوحة بما تتضمنه من رموز دامجا بين مجموعة من الأمكنة بما فيها الشجرة والطيور والسمكة وسيدة هذا الإيقاع المعماري هو المرأة في كثافة عالية جدا مستخدما العديد من المجموعات اللونية بلوحة واحدة.
الشاعر والكاتب محمد زريق بين أن الفنان عصام اليوسف جسد الوطن بكل لوحاته التي صنعها خارج سورية بسبب غربته التي أفادته بالاطلاع على المدارس الغربية المتطورة ولا سيما في إيطاليا فقدم لوحات متميزة معاصرة استفاد فيها من أعلى ما وصل إليه الفن التشكيلي العالمي ولكنه بقي أصيلا فجمع بين البيئة الساحلية ودمشق التي قدمها بطريقة مختلفة عن التي تراها عند فنانين آخرين ما يؤكد ثقافته العالية وانتماءه إلى البيئة.