محليات

توسع بزراعة الفستق الحلبي في ريف حمص الشرقي

سليمان حمود مزارع في بلدة المخرم بريف حمص الشرقي أول فلاح بادر لزراعة الفستق الحلبي في منطقته على مساحة دونمين منذ العام 1975 ولم تكن لديه الخبرة للعناية بها واستعان بمزارعين من بلدة مورك بريف حماة الشمالي اضافة لما قدمته الوحدة الإرشادية في البلدة من نصائح ودعم.

ولفت حمود في حديث له إلى أن زراعة هذا المحصول باتت اليوم تنتشر على مساحات واسعة في المخرم والقرى المجاورة الحراكي والعثمانية وتل عداي وأبو حكفا الشمالي والجنوبي وتل شنان وتنتج مئات الأطنان سنويا حيث يملك المزارع حمود اليوم 50 دونما أنتجت العام الماضي ثلاثة أطنان وفي المواسم الجيدة كان ينتج ضعف هذه الكمية.

ودعا المزارع حمود الفلاحين الراغبين بزراعة الفستق الحلبي في المنطقة إلى الاهتمام بالغراس بعد زراعتها مباشرة وتطعيمها كونها شجرة حراجية.

أحمد سمرة رئيس الرابطة الفلاحية في قرية الحراكي بين أن زراعة الفستق الحلبي بالمنطقة حديثة وأجريت الدراسات والأبحاث الزراعية حولها وتبين أن مناخ وتربة المنطقة مهيأة لها بحسب فريق من المهندسين الزراعيين والمهتمين في وزارة الزراعة، موضحا أن المساحات المزروعة بأشجار الفستق في ريف المحافظة الشرقي وصلت إلى 5 آلاف دونم منها حوالي 400 دونم في قرية الحراكي.

وأشار سمرة إلى أنه تتم زراعة الأشجار بمسافة نحو 8 إلى 10 أمتار بين الشجرة والأخرى وكل أربعين شجرة مؤنثة يزرع بينها شجرة مذكرة مع مراعاة اتجاه الرياح، لافتا إلى التوسع الكبير الذي تشهده المنطقة في هذه الزراعة كما يتم استثمار الفراغات بين الأشجار لزراعة الكرمة ريثما تدخل حقول الفستق الحلبي طور الإنتاج الذي قد يتأخر لمدة عشر سنوات بعد الزراعة.

وأوضح سمرة أن قيمة محصول الفستق الحلبي الموسم الماضي في قرية الحراكي قدرت بحوالي 20 مليون ليرة سورية وتم تحديد سعر الكيلو غرام الواحد منها بـ 1200 إلى 1300 ليرة.

ويشير المزارع عبدالله الحسن من قرية الحراكي الذي يملك أكثر من 60 دونما مزروعة بأشجار الفستق الحلبي المثمرة إلى أن قيمة محصوله بلغت نحو 9 ملايين ليرة من مختلف الأصناف عاشوري وناب الجمل واشوري محسن.

ويبين الدكتور ربيع حسن رئيس دائرة الفستق الحلبي التابعة لمديرية مكتب الفستق الحلبي ومقرها حماة أنه وفقا للدراسة والبحث العلمي الذي نفذته المديرية تبين ملاءمة الظروف المناخية والطبيعية لزراعة الفستق الحلبي في المنطقة الشرقية بحمص وتم إحداث الدائرة العام الماضي لتقديم الإرشاد والتوجيه للمزارعين بالمحافظة في وقت وصلت أعداد أشجار الفستق الحلبي في حمص حاليا إلى أكثر من 73 ألفا و890 شجرة مثمرة تتركز معظمها بالريف الشرقي للمحافظة ومعظمها تزرع بعلا، منوها بالأهمية الاقتصادية للشجرة التي تبدأ بالاثمار بين عمر 7 و10 سنوات إذا ما توافرت الظروف المناسبة من ناحية التربة والرعاية.

وتعد بلدة مورك بريف حماة الشمالي مركز زراعة الفستق الحلبي وتبلغ مساحة أراضيها نحو 53 ألف دونم مغروسة بأشجار الفستق الحلبي وهو ما يعطيها صفة مميزة لاختصاصها بنوع زراعي واحد هو شجرة الفستق الحلبي وعرفت شجرة الفستق الحلبي منذ العصور القديمة ويعود أصلها إلى شجرة البطم التي تتواجد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وتشير كثير من المراجع إلى أن هذا الجنس عرف في سورية بالتحديد منذ 3500 سنة قبل الميلاد واسم الفستق الحلبي نسبة إلى حلب كمنطقة شهيرة بزراعته.