ثقافة وفن

دعم سينما الشباب… مشروع استراتيجي للشباب السوري الهاوي

في إطار مشروعها المتكامل الهادف إلى تشجيع الشباب على الانخراط في القطاع السينمائي لرفده بدماء جديدة تؤهلهم لخلق بصمة جديدة في الفن السابع انتجت المؤسسة العامة للسينما عشرات الأفلام القصيرة لرفد الحركة السينمائية السورية بطاقات شابة عبر مشروع حمل اسم /دعم سينما الشباب/.

وكانت المؤسسة أعلنت العام الماضي عن رؤيتها الجديدة لهذا المشروع تتضمن تعليمات وهيكلية مختلفة عن السنوات السابقة بهدف إعطاء فرص للشباب السوري الهاوي للسينما وحصرها بفئة الشباب الذين يملكون بذور موهبة حقيقية.

وبموجب التعليمات الجديدة شكلت لجنة لدراسة النصوص المقدمة التي يجب ألا يتجاوز عددها 40 نصا على أن تكون من تأليف شاب هاو لا يتعدى عمره 35 عاما من غير العاملين في مؤسسة السينما وبعد قبول النصوص يخضع المقبولون لورشتي عمل لمدة أسبوع في مادتي الإخراج وكتابة السيناريو ولإفساح المجال أمام متقدمين جدد لا يحق التقدم للمشروع لدورتين متتاليتين.

وبهذا العام فازت ستة نصوص لمجموعة من الشباب الموهوبين لإنتاجها ضمن خطة المؤسسة لمشروع سينما الشباب وهي /أول يوم/ للوتس مسعود /واخر يوم/ لحيدر سليطين و/إذا/ لرماح جوبان /و/أبناء الحياة/ لشروق البني /ومرايتي/ لتاتيانا أبو عسلي و/الاجسام أغرب مما تبدو في المرآة/ لمحمد علي العلي.

وقال مدير الانتاج في المؤسسة باسل سراولجي: “بعد مضي سبع سنوات على هذه التجربة تلافينا معظم الصعوبات والمعوقات التي اعترضتنا في بداية التجربة التي تعتبر ناجحة ولكن تحتاج الى تطوير مستمر” لافتا إلى اختيار ستة نصوص فقط لإنتاجها هذا العام بعد أن كان العدد في الأعوام الماضية لا يقل عن عشرة لكون أغلب النصوص المقدمة دون المستوى المطلوب.

وتطرق مدير الإنتاج إلى وجود معاناة تؤثر على سينما الشباب وتتمثل بقلة عدد كتاب سيناريو السينما في سورية والذي يعتبر البنية الاساسية في مجال العمل الفني السينمائي.

وعن كيفية التعاطي مع المواهب التي أثبتت امكاناتها في الفترة القادمة أوضح سراولجي أنه سيتم منح المميزين جائزة في مهرجان سينما الشباب والافلام القصيرة تتمثل بإخراج فيلم قصير محترف، إضافة إلى تبني هؤلاء الشباب الموهوبين ومنحهم فرص إخراج أفلام طويلة من إنتاج مؤسسة السينما.

وحول عدم إشراك الشباب في تنفيذ العمليات الفنية لأفلامهم واقتصار دورهم على الكتابة والإخراج قال: “المؤسسة هي جهة الانتاج وهي التي تحدد الكادر ولديها مديرو تصوير أكاديميون ومشرفون فنيون محترفون بحوزتهم الخبرة التي يقدمونها لهؤلاء الشباب المبتدئين وبالتالي لا تستطيع المؤسسة المغامرة بكل الكادر الذي يعمل لإنجاح الفيلم”.

وعن تحديد مدة وقت تصوير الفيلم في مشروع سينما الشباب بين سراولجي ان طبيعة النص هي التي تفرض مدة التنفيذ فهناك نصوص تحتاج إلى يوم وأخرى الى اكثر وهذه النقطة يحددها مجلس مختص في المؤسسة، موضحا أن مشروع سينما الشباب منحة مقدمة لاكتشاف المواهب وليست لانتاج أفلام قصيرة محترفة والموهوب والناجح والمجتهد هو الذي سوف يأخذ فرصته.

ويترقب سراولجي وباقي العاملين في مشروع دعم سينما الشباب افتتاح المعهد العالي للسينما الذي يعتبر من المشاريع المهمة لرفد الحياة السينمائية السورية بمواهب شابة بمختلف التخصصات.

وكان مشروع دعم سينما الشباب أطلق في العام 2012 بعد أن أحدثت مؤسسة السينما في نفس العام وحدة لدعم السينما الشابة تابعة لمديرية شؤون الإنتاج السينمائي مهمتها دعم مواهب الإخراج السينمائي لدى المبدعين الذين لم تتح لهم فرصة التعلم الأكاديمي وليسوا مصنفين في نقابة الفنانين حيث تعرض هذه الوحدة السيناريوهات والأفكار والمشاريع التي يتقدم بها الشباب على لجنة من المختصين لإقرارها والبدء بتصويرها.