الجدار الذي لا يحبذ ترامب رؤيته

ربما يكون الرئيس ترامب من أشد المعجبين ببناء الجدران في العالم، ولكن هناك جدار واحد على الأقل يبغضه، وهو جدار الفصل بين الكنيسة والدولة، فمن حظر دخول المسلمين وصولاً إلى ما يدعوه مرسوم “الحرية الدينية”، أدخل ترامب ومؤيدوه الثيوقراطيون قوانين وسياسات تهدف إلى إلغاء التعديل الأول من الدستور الذي ينص على منع الترويج الحكومي للدّين والتحيّز لديانات معينة، وهو الآن يستهدف مفهوم الفصل بين الكنيسة والدولة في مدارسنا العامة.

وبعد أن بثّت قناة “فوكس نيوز” مقطعاً حول “إعادة الكتاب المقدس مجدداً إلى الفصل الدراسي” صباح الاثنين، غرّد الرئيس ترامب على تويتر بقوله “تقدّم العديد من الولايات دروساً دينية عن الكتاب المقدس، مانحة الطلاب خيار دراسته، هل شرعنا بالعودة؟ عظيم!”.

لكن لا يوجد ما هو “عظيم” حيال التشريع الذي يقترح إعطاء دروس في الكتاب المقدس في مدارسنا العامة، فالمدارس العامة وجدت للتعليم، وليس للتعليم الديني، وفي أحيان كثيرة، تتشابه دروس الكتاب المقدس في المدارس العامة مع دروس “مدرسة الأحد” وتنتهك حقوق الطلاب وأولياء الأمور التي نص عليها التعديل الأول (في الدستور).

على سبيل المثال، كشف التحقيق الذي أجراه الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في العام الماضي في الدروس الاختيارية لتعليم الكتاب المقدس في مدارس كنتاكي العامة عن مناهج تدعو الطلاب إلى “بذل ما بوسعكم لبناء علاقات وثيقة مع غيركم من المسيحيين، حتى تتمكنوا من مساعدة بعضكم بعضاً خلال الأوقات الصعبة”، وتسألهم: “ما الوعود التي وردت في الكتاب المقدس التي قطعها الله لكل من يؤمن به؟”، وفي نفس المنطقة التعليمية، شاهد الطلاب أفلاماً دينية وتبشيرية، مثل “God’s Not Dead 2” و”The Five People You Meet in Heaven”، كجزء من المنهاج الدراسي، وفي المناطق التعليمية الأخرى، تضمنت المهام الدراسية حفظ وتحفيظ آيات الكتاب المقدس.

وكما أوضح تحقيقنا في ولاية كنتاكي، فالمناهج التي تركّز على عقيدة أو نصّ ديني واحد تخلق ظروفاً تساعد على تمهيد الطريق للتبشير والتشجيع الرسمي للمعتقدات الدينية، وبغض النظر عما يقوله الرئيس ترامب، فلا أحد يدفع الثمن سوى الطلاب، لذلك قضت العديد من المحاكم بأن هذه الدروس، بالطريقة التي نفذت فيها، تنتهك الدستور.

لقد اعترضنا دروس تعليم الكتاب المقدس بنجاح في المحكمة من قبل، ولن نتردد في تكرار الأمر مرة أخرى في حال تجاوزت المدارس العامة الحد.

الكاتب: هيذر ويفر

عن موقع “كمن دريمز”

ترجمة: علاء العطار

https://www.commondreams.org/views/2019/01/29/one-wall-trump-doesnt