دراسة تفصيلية وتوثيقية للخانات في بلاد الشام عبر التاريخ
يلقي كتاب “الخانات في بلاد الشام” الضوء على الخانات وأبنية المسافرين التي كانت موجودة في سورية ولبنان وفلسطين والأردن بأسمائها ووظائفها وأشكال العمارة فيها ومخططاتها في المدن وطرق السفر ولا سيما المنسية منها في الطرق الصحراوية والريفية.
الكتاب الذي أعده الباحث محمود علقم يشير إلى دور الموقع الجغرافي الذي تتمتع به بلاد الشام وسورية خصوصا ووقوعها على طريق الحرير في انتشار الخانات فيها منذ القدم، لافتا إلى ما كشفته وثائق كتابية تدل على أن سورية تربعت على عرش التجارة العالمية منذ القدم وانعكست الطرق التجارية البرية والبحرية على مظاهر العمران والمنحوتات والفنون والنقوش وغيرها من أوجه الإبداع.
ويبين علقم أن أقدم خان للمسافرين أقيم في سورية كان قصر الحير الغربي بالقرب من مدينة تدمر وشيد في العصر الأموي، موضحا أن وتيرة إقامة هذه الأبنية زادت في العصرين الأيوبي والمملوكي مؤدية وظائف خدمية للمسافرين والتجار.
ويوضح الكتاب أنواع الخانات ووظائفها وأصنافها وإدارتها، مبينا الفرق بين الخانات القائمة في المدن ومثيلاتها على الطرق التجارية، لافتا إلى أن كلمة الخان فارسية الأصل وتعني الفندق أو محل نزول المسافرين.
ويعرض المؤلف للخانات في كل بلد على حدة حسب المدن مبتدئا من دمشق التي بني أول خان فيها عام 720 ميلادي تحت اسم دار الضيافة، مستعرضا للخانات التي بنيت في المدينة في العصور العباسية والفاطمية والزنكية والأيوبية والمملوكية وزمن الاحتلال العثماني والذي تراجع في عهده بناء الخانات لأنه استخدمها مقرات لإيواء جنوده ومستودعات للبضائع وزرائب للحيوانات.
ويوثق علقم في كتابه لجميع الخانات في مختلف المحافظات السورية ولواء اسكندرون ولخانات الطرق ومنها طرق الحج الشامي ثم ينتقل بتفصيل أقل للخانات الموجودة في لبنان وفلسطين والأردن، موضحا أن ظهور النقل السريع ولا سيما الخطوط الحديدية أدى إلى تراجع الخانات واندثارها.
الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 355 صفحة من القطع الكبير أما مؤلفه محمود علقم فله عدة مؤلفات منها /تأصيل العلوم الشرطية/ و/وادي بردى عبر العصور/و/ريف دمشق دراسة تاريخية جغرافية أثرية/ وعدة كتب قيد الطباعة.