النظام التركي كاذب ومخادع !!
لم تمر أيام قليلة على اجتماع القمة في سوتشي الذي جمع رؤساء الدول الضامنة لمنصة أستانة، حتى تحرك رئيس النظام التركي “أردوغان” في الاتجاه المعاكس، مُظهراً مدى الحقد الذي يخفيه في نفسه الشريرة تجاه سورية وشعبها وقيادتها، سيما بعد أن تبين له بأن كل الخطط والأوهام التي زرعها في دماغه العفن بالتنسيق مع أسياده في الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ذهبت أدراج رياح صرصر التي أحدثتها قوافل الجيش العربي السوري وحلفائه المتجهة لتحرير إدلب وبقية المناطق السورية من آخر إرهابي زرعته الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة.
مسرحية اشعال الجبهات في مناطق خفض التصعيد مؤخراً جاءت بأمر من “أردوغان” شخصياً، وتحت رعاية أجهزته الاستخباراتية، التي استغلت نظام وقف اطلاق النار في تلك المنطقة لدعم أدواتها الإرهابية وترميم قدراتهم القتالية في زمن أظهرت الوقائع فيه انهيار منظومة الإرهاب المتواجدة في سورية إلى غير رجعة، ويأتي حادث المصاصنة ليثبت رؤية القيادة في سورية بأن رئيس النظام التركي أردوغان “كاذب ومخادع” ويُماطل في تنفيذ كل الالتزامات التي نتجت عن مؤتمر ” سوتشي ” والذي تم خلاله وضع أسس بناءة للسير في طريق الحل السياسي في سورية بخطوات مدروسة ومحددة مبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي وبالأخص القرار رقم / 2254 / وغيره من التفاهمات المشتركة التي أنتجتها اللقاءات الدبلوماسية والسياسية بعد انطلاق اجتماعات الأستانة عام 2017، سيما بعد أن فشل “أردوغان” في انتزاع موافقة الدول المشاركة في سوتشي على مخططه العدواني المبيت ضد سورية تحت ذريعة ما يسمى ” المنطقة الآمنة ” التي زرعتها في دماغه العفن إدارة “ترامب” المتخبطة داخلياً، فأوحى إلى العصابات الإرهابية في ريفي حماة واللاذقية بالتحرك والقيام بخرق وقف اطلاق النار والاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري في مخالفة صريحة لاتفاقات سوتشي وأستانة، وقد أكد وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” ما ذهبنا إليه حيث قال مؤكداً بأن: “النظام التركي لم ينفذ التزامات سوتشي تجاه إدلب”.
كما أن النظام التركي يستمر في دوره القذر المخالف لكل الاتفاقات بما فيها اتفاق أضنة، في تسهيل حركة الإرهابيين الوافدين إلى سورية من كافة مناطق العالم عبر الأراضي التركية وبمساعدة وحماية قوات الجندرما والجيش والاستخبارات التركية، حيث أكدت مصادر أهلية من إدلب عن وصول أكثر من / 1500 / إرهابي جديد قادما من الأراضي التركية إلى المناطق التي تسيطر عليها عصابات ” جبهة النصرة ” في إدلب، ضارباً بكل الاتفاقات مع روسيا وإيران بعرض الحائط.
إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بدورها تعيش حالة من التناقض والضياع في صناعة القرار الاستراتيجي، خاصة فيما يتعلق بدورها في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن تلقت هزيمة سياسية وعسكرية كبيرة لتدخلها العدواني في سورية، فهي في حالة مد وجزر بين مصالحها الذاتية التي تضمحل وتنحسر يوماً بعد آخر، وبين مصالح أدواتها التي تفرض عليها استراتيجية مختلفة عن رؤية ونهج الرئيس “ترامب” لذلك تم اجراء أكثر من تعديل على القرار الذي اتخذه ترامب منفرداً بسحب قواته الغازية من سورية على اعتبارها أرض “الرمال والموت” وهي بالحقيقة كذلك كما وصفها الرئيس “اللغز” بالنسبة لأعداء سورية، لكنها في الوقت ذاته هي أرض الخير والحضارة والحياة الطيبة لشعبها ولأصدقائها الذين يبادلونها الموقف المخلص، فبعد الإعلان عن سحب كامل القوات الأمريكية من سورية، عاد واكد ” ترامب ” على بقاء 200 عنصر في قاعدة التنف الحدودية، ثم عدل الرقم إلى 400 عنصر لحماية ادواته في المشروع التخريبي الذي أعدته الإدارة الأمريكية لسورية، في حين تُثبت الوقائع والأحداث على الأرض بأنه لا مصلحة حقيقية لأي من القوات الغازية في سورية بالبقاء تحت أية مسميات أو ظروف، لان قرار تحرير كافة الأراضي السورية من المحتلين سواء تنظيمات إرهابية أو جيوش دول قد اتخذ على أعلى مستوى بين القيادة السورية وحلفائها في مواجهة الحرب الإرهابية، وإن ساعة الصفر تنتظر إعلان هذه الجهات فشل الحل السياسي، وسيكون الحسم العسكري حاضر بقوة وبفترةٍ أقصر بكثير مما يتوقع المحور المعادي، اما مصير الأدوات من أصحاب المشروع التقسيمي التابعة للإدارة الأمريكية على الأرض فستحدده الأيام القادمة.
لقد أثبتت التجارب التي مرت بها سورية على مدى عقود ماضية، بأن سلاح الحصار والتجويع الذي تستخدمه الإدارة الأمريكية وأدواتها في الغرب، لن ينفع مع الشعب السوري الصامد الذي ابدى طيلة تلك الفترات بأنه أصلب وأقوى من كل مشاريع الإذلال التي تستخدمها قوى الظلام والبغي هذه، وأنه لدى الدولة السورية الخيارات البديلة والكفيلة باستمرار صمود هذا الشعب القادر على التصدي ببسالة لكل محاولات الولايات المتحدة والغرب لإركاعه وفشلت وانهارت أمام صبر وشموخ شعب يستند على صخرة صلبه من الإيمان بحقه ويتمسك بعقيدة راسخة بأن عهد الاستبداد والتبعية التي تعودت على فرضها قوى الاستعمار العالمي قد ولى إلى غير رجعة في ظل قيادة سياسية حكيمة وشجاعة على رأسها السيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد معركة حماية سورية والدفاع عن حاضرها ومستقبلها على رأس جيش وطني عظيم قادر على امتلاك الجغرافية السورية، كما امتلك وحمى الجغرافية العربية عبر العقود الماضية.
محمد عبد الكريم مصطفى