الدروس الخصوصية تؤرق جيوب الأهالي ولا يمكن الاستغناء عنها!!!
ما زالت الدروس الخصوصية تسيطر على كل أسرة لديها طلاب في المدارس وخاصة الشهادتين الإعدادية والثانوية، وما زالت شريحة واسعة من الأهالي تبحث عن دعم أولادها بالدروس الخصوصية خوفا على مستقبلهم وتحاول إيجاد حلول كافية لإنهاء وفهم المناهج وبالتالي لا بد لهم من البحث عن وسائل لتغطية نفقات الدروس الخصوصية التي تتفاوت من مدرس لآخر.
وحسب عدد من الأشخاص تتراوح ساعة الدرس الخصوصي بين ال500 –2000 ليرة تبعا للمرحلة الصفية ولكفاءة المدرس ولرصد واقع هذا الهاجس الكبير التقينا عددا من الطلاب والأولياء.
آراء طلاب
الطالب زين – صف تاسع – أكد أنه ضعيف في مادتي الرياضيات واللغة الانكليزية وطلب من أهله تقويته بينما يقول زميله علي: المناهج ضخمة والدروس الخصوصية ضرورية لأضمن التفوق. وتؤكد الطالبة رشا أنها انقطعت عن المدرسة لاستكمال مقررات الكتب التي لم يتم استكمال شرحها والدخول في مرحلة الامتحان، فيما أشار كرم إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية وتقويته في المواد العلمية …
معاناة الأهالي
عزت السيدة غادة ترهل التعليم في المدارس الحكومية واللجوء للدروس الخصوصية إلى زيادة عدد الطلاب من جهة وصعوبة المناهج من جهة ثانية وقال السيد محمد أن الهم الأكبر هو تعليم أولاده وتحصيلهم الدراسة الجامعية وأنه يستدين المال من أجل ذلك الهدف وذكرت السيدة فدوى أن التعليم في المدارس الحكومية جيد ولكن صعوبة المناهج تحول دون فهمها بالشكل الأمثل وبين السيد حيدر أنه يعمل ليلا نهارا لتأمين المال الكافي لتدريس ابنتيه وذكرت السيدة ابتهال أنها اضطرت لسحب قرض على الراتب من أجل تدريس ولديها .
اللجوء للمعاهد الخاصة
ويلجأ بعض الأهالي للمعاهد الخاصة بهدف تقوية أبنائهم في بعض المواد الدراسية أو دراسة مقررات المناهج بأكملها لأنها أقل كلفة من الدروس الخصوصية التي يدفع لها أموال طائلة تؤرق جيوب الأهالي وهناك آراء تقول أن المعاهد الخاصة رديفة للمدارس الحكومية وتقوم بعملية ترميم وصقل لما يأخذه الطالب من معلومات في المدرسة كما أنها وعلى عكس المدارس تتميز بقاعاتها المريحة والتي تضم أعداداً قليلة من الطلاب ما يسهّل عملية إيصال المعلومة فعدد طلاب المدارس المهجرين قد يصل في الشعبة إلى 60 طالباً أو أكثر .
معدلات عالية
اضطر الأهالي لاعتماد الدروس الخصوصية في المعاهد أو المنازل خاصة بعد ارتفاع معدلات القبول الجامعي التي تتطلب من جميع الطلاب الذكاء الخارق والاجتهاد المرهق لتحصيل الدرجات التي يحتاجونها للفروع العلمية كالطب والهندسة ويؤكد الكثير منهم أنه ثمة فرق واضح في مستوى التعليم والتدريس وكفاءة المدرسين بين المدارس قديماً والمدارس حديثاً والمناهج صعبة جداً .
خلاصة
الحديث عن التدريس الخصوصي لا يلغي المكانة المرموقة للمعلمين في مدارسنا الحكومية وهناك طلاب متفوقين يحتاجون فقط القليل من الدعم بسبب تأسيسهم في المدارس الحكومية التي خلقت بيئة دراسية مناسبة لهم ولكن معاناة الأهالي في رصد مبالغ لتدريس أبنائهم في تزايد مستمر والحلول شائكة ومعقدة لأنه لاغنى عن المدارس الحكومية ولا غنى عن الدروس الخصوصية ولا قدرة لدى شريحة واسعة من الأهالي على تأمين ما يلزم من مبالغ طائلة لتدريس أبنائهم .
البعث ميديا || اللاذقية – عائدة أسعد