ثقافة وفن

“دقيقة صمت” على روح الحقيقة.. وهدف واضح لتشويه الواقع

تزعمت الدراما السورية شاشات العالم العربي وتمتعت برواج كبير وانتشار واسع، وكثير من الفنانين السوريين والمخرجين والكتاب من تصدر قوائم الدراما الناجحة ولقوا من الشهرة ما أشبعهم بل وزاد عن ذلك، وسكنوا قلوب جمهورهم فشكلت لديهم حالة من الثقة والشغف لمتابعة أي عمل لهؤلاء النجوم دون التعمق بالعمل وماهية أهدافه.

ووسط كم ليس بقليل من الأعمال المعروضة على مدى سنوات الحرب استولت الأعمال التي هدفت إلى أفكار لا تليق ببلد أهلكتها الحرب وعاث بها الأعداء فساداً وبدلاً من أن تساهم الدراما بتوعية الشعب ومساعدته بالخروج من تلك المكائد التي أراد بها الحاقدون دفنهم بها استدرجت إلى طريق آخر نحو حقيقة وحرية مزيفتين لم تسستطع أي أعمال غير سورية أن تتناولها بهذه القسوة.

دقيقة صمت عمل استطاع أن يقدم نفسه كأفضل مسلسل يعرض حتى الآن وأكثرها مشاهدة، فتابعناه بتشوق كقصة غريبة وجديدة  اعتمدت على المغامرة والجنون، رغم أننا لاحظنا في البداية نواقص مهمة أثناء العرض، واحتملنا مشاهد قاسية كقتل السجين للضابط بدافع الحماية وعدم احترام ضباط السجن لبعضهم البعض، كما خلا مكتب مدير السجن من أي صورة تشير إلى مرجعيته العليا والتي تدل على سيادة الدولة، ومع ذلك انغمسنا في المتابعة لأننا كنا على ثقة أن الأحداث ربما ستتغير في حلقة ما لا سيما أن هذه  المشاهده صورت في سوريا واحتوت على نجوم نحبهم، وإذا تمعنا قليلاً في هذه القصة وبأحداثها، نجد أن نسبة المشاهدة لم تأت عن عبث، بل بسبب طرح نوايا خبيثة والتقليل من هيبة الضباط السوريين الشرفاء وإثارة نعرات عميقة لا تمت للواقع بصلة واستخفافاً واضحاً بالشعب السوري مع التلاعب بمعتقداته على تنوعها، ولم ننفي وجود شخصيات فاسدة مدت أذرعتها لتساهم في تأجيج نيران الحرب، ولكن هناك نقاط تمس بسيادة الدولة يجب احترامها وعدم المساس فيها بذريعة تلك الحرية التي أكلنا منها نصيبنا ممن حاولوا تعليمنا إياها.

فعلاً أنها دقيقة صمت ودقيقة ذهول وقفناها في العرض الذي شهدناه خاصة عندما خرج كاتب هذه القصة ليكمل لنا الصورة بكلامه الموتور مع التذكير أنه خرج من تلك الأجهزة الأمنية وعمل في قنوات موالية وانتظر حتى كبرت زنيفتو وخرج مهللا بأنه معارض.

ترى ماذا يعارض؟ هل هو معارض لهيبة الدولة، أم للنسيج السوري واحترام معتقداتنا لبعضنا البعض، أم للجيش العربي السوري ولشهدائنا الأشراف الأطهار الذين حاربوا المجموعات المتطرفة وداعموهم، أم للشعب السوري بحد ذاته.

استطعنا أن نتحدى كثير من المتسلقين الذين أكلوا وشربوا من خيرات هذا البلد ووصلوا إلى ما وصلوا عليه الآن، ولن يستطيع هؤلاء بنصوصهم العفنة التي كتبوها لقاء بعض الدولارات والتي اشترت غيرهم أن تدخل في عمق الثقافة السورية التي تربينا عليها، ويجب أن تكون نهاية كل خائن النفي وعدم الاحترام فانتصارنا الذي ما زلنا حتى الآن نحاول أن نصل إلى قمته سنصل إليه مهما كانت.

البعث ميديا || ريم حسن