رياضة

ماذا ينتظر الأندية المحترفة في الموسم القادم.. وعقود” خيالية”  للاعبين!!

لم يبدأ الموسم الكروي الجديد (2019-2020) بعد لكن في الوقت نفسه نشهد هذه الأيام ثورة في عمليات التعاقد التي تتم ما بين الأندية السورية واللاعبين، وبالتأكيد مع  دخول عدة شركات ومجموعات تجارية على خط رعاية عدد من أندية دوري المحترفين الكروي مادياً، كما هو حال ناديي “الاتحاد وحطين”، ومع التحسن الملحوظ في ميزانية أندية أخرى والاهتمام الكبير الذي تتلقاه هذه الأندية من الجهات المسؤولة عنها، كما هو حال نادي الشرطة المركزي، ومع وجود عدد لا بأس به أساساً من الأندية المتمتعة بدعم كبير من المحبين كما هو حال ناديي الوحدة وتشرين، فإن الموسم الكروي القادم سيفرض حقيقتين لا بد من الانتباه لآثارهما السلبية ومخرجاتهما الإيجابية إن وجدت، ومن ثم التعامل مع السلبيات والإيجابيات وفق أسس جديدة مختلفة تماماً عن تلك المعتمدة حالياً.

الحقيقة الأولى هي أن تلقي بعض الأندية دعماً لا محدوداً على الصعيد المادي مقابل معاناة أندية أخرى من انعدام الموارد، يعني بالمطلق أن دورينا سينقسم إلى طابقين أولهما يضم ما يمكن وصفه بأغنياء كرتنا، وثانيهما يضم فقراء الكرة السورية وهو بالتأكيد أمر يضر في مصلحة المسابقة ويفقدها أحد أهم إيجابياتها في الموسم الكروي “الذي انتهى مؤخراً بتتويج فريق الجيش باللقب الخامس له على التوالي”، والمتمثلة بتقارب المستوى بين معظم الفرق وارتفاع حدة وشدة المنافسة على مدى جولات البطولة.

أما الحقيقة الثانية فهي أن هذه التجربة ستكون تحت عين الرقيب بشكل مباشر، وبناء على ما ستقدمه المسابقة مع وجود الدعم المادي الذي يتلقاه البعض، يجب أن يعاد تقييم ما تستحقه أنديتنا كمقابل مادي عن حقوق بث مباريات الدوري و رعاية هذه الأندية، فإما أن يتم مضاعفة المبالغ التي تتلقاها الأندية مقابل حقوق بث الدوري، أو أن يتم صياغة التجربة بشكل آخر في حال فشلها على اعتبار أن الأرقام المدفوعة في بعض الأسماء من لاعبين ومدربين تبدو غير واقعية، وهدفها خلق صدمة نفسية قبل كل شيء عند باقي المنافسين.

الأمر الآخر أن أغلب الأندية والقائمين عليها يطالبون بالكف عن توقيع اللاعبين على عقود لمدة عام واحد ، مطالبين بتوقيع اللاعبين على عقود لمدة عامين أو ثلاثة أو أكثر لخلق حالة من الاستقرار الفني في صفوف الفرق ما ينعكس إيجاباً على النتائج الفنية والرقمية.‏

طبعاً من حق جميع اللاعبين البحث عن العقد الأفضل في النادي الذي يختار، لكن مشكلة تأمين المبالغ المالية هي مشكلة الإدارات وليس اللاعبين ومن أجل ذلك سيكون الموسم المقبل صعباً على الأندية المحترفة التي تحتاج لمبالغ طائلة لإعادة تجديد عقود اللاعبين أو التعاقد مع لاعبين جدد، مع العلم أن بعض الأندية بدأت تعاقداتها رسمياً مع لاعبين جدد استعداداً للموسم المقبل، فيما تدخل جميع الأندية في مفاوضات مع لاعبيها الحاليين لتجديد عقود البعض منهم، إضافة إلى مفاوضات مع لاعبين من أندية أخرى لتعزيز صفوف فرقها للموسم المقبل.‏

لكن هناك مشكلة حقيقية و شائكة ستواجه جميع الأندية من جهة واللاعبين من جهة أخرى وهي أن هناك في القريب العاجل (الشهر التاسع من العام الحالي) انتخابات لاختيار مجالس إدارات جميع الأندية ومن دون استثناء، وربما نشهد تغيرات جذرية في أغلب الإدارات وسيأتي أشخاص غير الموجودين حالياً، فماذا لو جاء من ليس له مال وخاصة في رئاسة النادي أو حتى ربما أعضاء مجالس إدارات الأندية، فمثلاً على شاكلة ناديي الوثبة أو الساحل أو غيرهما من باقي الأندية، فماذا ستفعل الأندية وأي من اللاعبين وما نوعهم وما مستواهم الفني للعب مع هذه الأندية ؟‏

من المفترض أن يعي الجميع هذا الأمر ( مجالس إدارات الأندية واللاعبين) وأن يكون في صيغة العقد ما يوحي لهذا الأمر والقصد هنا إن أتت إدارة جديدة للنادي يبقى ما اتفق عليه ساري المفعول وخاصة لجهة ما سيحصل عليه اللاعب من مقدم عقد أو راتب شهري مع كامل المزايا من مكافآت في حال الفوز أو التعادل أو حتى في حال فسخ العقد بين اللاعب والنادي وهذا الأمر غاية في الأهمية وربما يترتب عليه كثير من المطبات والعوائق والمشكلات وسيكون فيها النادي الحلقة الأضعف خاصة أنه هو من يحتاج اللاعب وليس العكس خاصة إن كان اللاعب له حضوره المميز في الملعب .‏

و أياَ كانت النتائج التي سيفرزها دخول “الرعاة ” الذين يضخون مبلغ مالي غير مسبوق على بعض أندية الدوري، والحقيقة أن كرتنا مقبلة على شيء لم يسبق له مثيل على المستوى المحلي، وهو ما يعني بكل تأكيد أن هذه التجربة ستفرض معطيات جديدة على الأندية أولاً (سواء من يملك المال أو لا)، وعلى اتحاد الكرة ثانيا (الجهة المسؤولة عن مسابقاتنا المحلية)، وما نتمناه هو أن يتم التعامل مع ما تفرضه هذه التجربة بشكل يؤدي لتطويرها بحيث تكون ذات فوائد متعددة لا تقتصر على الجانب المادي، ولاسيما أن استقرار الأخير سيعني حكما وجود استقرار إداري وحدوث تطور فني.

أخيراً ما نتمناه حقيقة أن تمضي الأمور بخير وسلام واطمئنان وتكون جميع الأندية رابحة لا خاسرة وتكون غانمة لا فاقدة للاعبيها الذين ترتكز عليهم وتعتمد عليهم كلياً وألا تخسر خدمات أحد منهم، وبهذا نرى في الدوري الكروي القادم روح المنافسة من الجميع لا من عدد قليل من الأندية التي تملك نوعاً ممتازاً من اللاعبين، وهذا ما نتمناه أن يتحقق.‏

البعث ميديا || عماد درويش