التشكيلية المغتربة رولا قوتلي للبعث ميديا: أحافظ على مفردات التراث وروح الشرق
ثنائيات وثلاثيات ورباعيات سردت بالريشة واللون حكايات ويوميات تشاركت مع مفردات التراث وعبق الشرق في لوحات الفنانة رولا قوتلي المغتربة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنقل جزءاً من ثقافتنا في لوحاتها، وفي معرضها المقام حالياً في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- المعنون “بقصص قصيرة” أعادت المتلقي بجمالية لوحاتها إلى مكونات تراثنا في البيت الدمشقي الكبير.
وفي حديثي معها للبعث ميديا بدأنا من لوحاتها الثلاثية والرباعية التي تسرد قصصاً نعيشها في الحاضر والماضي في جدران البيت الدمشقي القديم، وتابعت عن البيت العربي الذي هو رمز لهويتنا وأصالتنا بكل ما يحمله من مفردات التراث من الزخارف الإسلامية والنقوش والآرابيسك والقيشاني وفنون الطراز المعماري والأبواب وحجارته المرصوفة الملونة والنوافذ، وبكل ما يحتويه من نباتات وورود وأشجار الليمون، والنافذة التي ننظر من خلال انعكاساتها إلى الحلم والأمل.
ويبدو الكرسي الخشبي أحد معالم اللوحة فبيّنت قوتلي بأنه رمز إلى الأشخاص الموجودين معنا وإلى الذين عشنا معهم وغادروا حياتنا وتركوا لنا غصة بالقلب وصوراً بالذاكرة.
والأمر اللافت بالمعرض هو قوة اللون الصريح بعيداً عن التدرجات باعتمادها على الأزرق والأحمر بشكل خاص مع هيمنة الضوء المشرق على مساحات اللوحة، فأوضحت بأنها متأثرة بالفنان ماتيس وبالمدرسة الوحشية الصريحة وبعملها على استخدام الألوان الصريحة التي لا يتوقع المتلقي تجانسها مثل الأزرق والأورانج والأخضر لتنافرها، لكنها جاءت موظفة بتمازج باللوحة.
ومن خلال تجربة الفنانة بالاغتراب في الولايات المتحدة الأمريكية وإقامتها معرضاً إفرادياً في ولاية كولومبيا-ميزوري، إضافة إلى مشاركتها بالمعارض الجماعية أوضحت بأن لوحاتها ذات الطابع الشرقي والمستمدة من التراث لاقت صدى إيجابياً خاصة للسوريين وأفراد الجاليات العربية الذين يشعرون بالحنين إلى أوطانهم، ولدى الشعب الأمريكي المكون من ثقافات وهويات متعددة، فاستوقفتهم بتأمل نباتات البيت الدمشقي وطرازه المعماري وحضارته والكرسي الذي يعد أحد رموز هويتنا، لتخلص إلى: “أحسست أن الشرق بكل مفرداته يستهويهم”.
البعث ميديا || ملده شويكاني