ما العلاقة الجوع بالذاكرة؟
اكتشف علماء الأعصاب من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية أن هرمون غريلين “هرمون الجوع” ليس مسؤولاً عن الشعور بالجوع فحسب، وإنما مسؤول أيضا عن الذاكرة العرضية.
وتفيد Science Daily بأن العلماء اكتشفوا أن هرمون غريلين الذي ينتج في المعدة قبل تناول الطعام هو المسؤول عن ازدياد الشعور بالجوع، حيث يفترض الباحثون أن جزيئات هذا الهرمون تسمح للعصب الحائر Vagus nerve بالتأثير على الذاكرة.
وخلال التجارب التي أجراها هؤلاء الباحثون على مجموعة من الجرذان المخبرية، حجبوا جزءاً من مستقبلاتها (البروتينات الوظيفية المتركزة بالأساس على الغلاف السيتوبلازمي الخارجي للخلايا الحية، وتعمل على استقبال المواد الحيوية)، فاتضح لهم أن الذاكرة العرضية قد ضعفت مع وجود خلل في توصيل هرمونات البيانات إلي الدماغ، حيث لم تعد الجرذان تؤدي نفس المهام المتعلقة بالذاكرة بنفس الكفاءة، وأصبحت الجرذان تأكل عدداً أكبر من المرات، ولكن بكميات أقل. من المرجح أن ذلك يعود لعدم تلقي العصب الحائر الكمية الكافية من البيانات عن طريق الغريلين، وبالتالي لم تعد الجرذان تتذكر ما إذا كانت قد تناولت الطعام أم لا.
ويؤكد علماء الأعصاب على أن هذا الكشف سوف يساعد في المستقبل على التوصل إلى تحسين القدرات العقلية للإنسان.
يذكر أن الذاكرة العرضية عند الإنسان هي ذاكرة السيرة الذاتية (الأوقات، الأماكن والعواطف المرتبطة بها)، بمعنى أنها مجموعة التجارب الشخصية السابقة، التي وقعت في وقت معين، ومكان معين، على نحو معين، ومع أشخاص معينين.
أما الذاكرة الدلالية فهي شبكة المعرفة العامة (الحقائق والأفكار والمعاني والمفاهيم) التي يكتسبها الإنسان على مدار الحياة، بمعنى أنه إذا كانت الذاكرة الدلالية تتضمن معلومات حول الطائرات وأنواعها وآلية طيرانها، فإن الذاكرة العرضية هي التي تتضمن معلومات عن تجربتنا في ركوب الطائرة، ومشاعرنا تجاه هذه التجربة.
والذاكرة العرضية إلى جانب الدلالية هي ما يسمى بالذاكرة التقريرية.