سلايدمحليات

نكسة الغابات الحراجية.. بين الاحتطاب الجائر وبين الحرائق والفاعل دائما مجهول؟

عادت من جديد حرائق الغابات لتطل إلينا ملحقة بها الخسائر الفادحة، وهذه المرة من موقع طريق عام القرندح اللاذقية، وقليفون الواقع فوق منطقة عناب شمال غري سهل الغاب.

ما قلناه قبل أيام حول ارار البعض على ارتكاب المخالفات التموينية وطرح مواد فاسدة في الاسواق المحلية ملحقة الأضرار بالصحة العامة تارة، وتارة أخرى إدخال مواد مهربة، ينطبق تماما على ما فيات الغابات وحرائقها، فلا عقوبات التموين كانت رادعة ولا المتخذة بحق مرتكبي حرائق الغابات كانت رادعة، بدليل استمرار يتهما، فالأولى تلحق الضرر بالاقتصاد الوطني أي إدخال المواد المهربة، والثانية تترك أثرا بيئيا مخيفا هو التصحر.

وبعيدا عن هذه المقدمة الطويلة التي أردنا منها تبيان القاسم المشترك بين الحالتين الأذى وما يلحق بالبلد، فقد نشب حريق كبير منذ ساعات باح هذا اليوم الأحد في الجيل الحراجي الواقع فوق بلدة نبع الطيب – طريق عام القرندح اللاذقية، وعلى الفور قامت سيارات فوج إطفاء وعناصر حراج هيئة تطوير الغاب بعمليات الإخماد.

عن ذلك يقول رئيس قسم الحراج في زراعة الغاب سامر عيسى: بأن الحريق اندلع منذ ساعات الصباح الباكر فتم إرسال فرق الإطفاء وخفراء الحراج وكافة العاملين في هذا القطاع، في محاولة مننا لإخماد الحريق المذكور.

وزاد المهندس سامر: لقد تم الاستعانة بفوج إطفاء اللاذقية ونحن بانتظار وصولهم في الوقت الذي بدأ الحريق يتمدد فيه وتتسع رقعته مترافقا مع ارتفاع شدة الرياح.

وعن نوعية الأشجار التي يطالها الحريق أوضح رئيس قسم الحراج في هيئة تطوير الغاب بأنها أشجار سنديان وكل ما هو يحتويه الموقع من أشجار حراجية كالبلوط والقطلب، والخشية أن يصل إلى الأماكن الأكثر كثافة بالأشجار، وبخاصة مع تعذر وجود الطرقات الحراجية، فضلا عن كون المنطقة سلسلة جبيلة عالية جدا، حيث تشكل النقطة الأعلى ارتفاعا في مجال السلسلة الجبلية الغربية لسهل الغاب.

وعن المساحات المتوقع تقديرها أوضح مصدر في هيئة تطوير الغاب بأن المهم الآن إخماد الحريق ومن ثم يصار إلى حساب المساحات وتقديراتها.

باختصار: ستبقى حرائق الغابات نقطة سوداء تلطخ جبين مرتكبيها، رغم إدراكنا بأنها لن تكون الآخيرة بل ستستمر لطالما يفلت مرتكبوها من نار المساءلة، وأن ضبطوا لا تكن بحجم الكارثة التي سببتها.

البعث ميديا || حماة – محمد فرحة