لماذا يريد ابن سلمان إنهاء قضية خاشقجي قبل انتخابات أميركا؟
يسعى ولي عهد النظام السعودي، محمد بن سلمان، لفتح مسار سريع لمحاكمة أعضاء الفريق الذي أرسل لقتل الصحفي حمال خاشقجي، قبل بدء حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
موقع “ميدل إيست آي” نقل عم تقرير يعتمد على معلومات استخباراتية إماراتية، أن ابن سلمان يريد أن يغلق هذه القضية بأسرع وقت.
التقرير السري، الذي أعده مركز الإمارات للسياسات، بين أن خطوات الرياض السريعة لإغلاق ملف هذه القضية، قبل بدء الانتخابات الرئاسية الأميركية، كي لا تتحول عملية القتل تلك إلى واحدة من قضايا النقاش الرئيسة أثناء الحملة.
وتقول الورقة الإماراتية إن جهود الرياض لإغلاق القضية تتركز على السعي لحمل ورثة خاشقجي على قبول “الدية”، أو تسوية مالية يتم إبرامها بين الأطراف المعنية، وبذلك يتنازلون عن حقهم في القصاص.
وأشار إلى أن سلطات النظام السعودي تخطط لاستخدام المؤسسة الدينية لإغلاق القضية، حيث جاء فيه أن “هناك مؤشرات تدل على أن شخصيات دينية معينة قد تصرح برأي ديني ينص على أن ورثة خاشقجي لديهم الخيارات التالية: بإمكانهم إما أن يتنازلوا عن حقوقهم دون تعويض، أو أن يتخلوا عن القصاص ويقبلوا بالدية، أو يقبلوا بتسوية مالية يتم الاتفاق عليها بين الأطراف المعنية”.
وكان صلاح خاشقجي، الابن البكر للصحفي المقتول، نفى مؤخراً بأن تكون المبالغ التي تلقتها العائلة كانت بمثابة اعتراف بالذنب من قبل حكام النظام السعودي، وحول ذلك أشار تقرير المركز إلى أن البيان الذي أصدره ابن خاشقجي استخدم لنفي أي تسوية، بل وللمطالبة بتقديم كل من ارتكب الجريمة أو شارك فيها أو كان له دور فيها إلى العدالة، ذاكراً أنه ثمة ما يدل على أن صلاح خاشقجي طلب منه أن يصدر ذلك.
ويقول التقرير، بما أن الرياض وولي العهد نفسه، تمارس عليهما ضغوط دولية لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، فإن لجاناً سياسية استشارية أوصت بالإعلان عن إجراءات قانونية ضد المتهمين.
هذا ويخضع أحد عشر سعودياً، لم تعلن أسماؤهم، للمحاكمة حالياً في الرياض لعلاقتهم بالجريمة، رغم أن سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي محمد بن سلمان، والذي يعتقد بأنه العقل المدبر لعملية الاغتيال، مازال حراً طليقاً.
ومن يخضعون للمحاكمة في الرياض، يتعارض عددهم مع قائمة الأسماء التي بحوزة وزارة الخارجية الأميركية، التي تعتقد أنهم ضالعون في الجريمة.
من الجدير ذكره أن ترامب لم يتوان عن الاستمرار في مساندة ولي عهد النظام السعودي، في مواجهة موجة السخط الدولي التي جاءت بعد قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، العام الماضي.