هل المهرجانات ترف غير مبرر ام رافد اقتصادي؟
تكثر عادة الأصوات التي تتحدث عن ترف المهرجانات السياحية أو الفنية التي تقام هنا وهناك في هذه المحافظة أو تلك.
ويحاول المنتقدون تبرير آرائهم بأولويات تتعلق بالجيش، وأسر الشهداء، أو الفقراء والمحرومين، وحاجة هذه الفئات للدعم، وقد يكون هؤلاء محقون ولكن..
لو استعرضنا بعضاً من الميزات النسبية لمحافظة ريف دمشق على سبيل المثال والتي كانت تحتضن ٣٣% من الفعاليات السياحية في سورية بحسب مركز الإحصاء القومي، وكانت تملك حوالي ٦٥٠٠ منشأة سياحية مسجلة متعددة التصنيف والتسميات ناهيك عن السياحة الدينية المتعددة والتي تجذب سياحاً من مشارق الأرض ومغاربها على امتداد المحافظة، ولنا أن نقدر حجم العائد الهائل الذي يصب في خانة تنشيط الاقتصاد ودعم كافة القطاعات الأخرى بما فيها الجيش والقوات المسلحة وأسر الشهداء والجرحى وبقية فئات الشعب، وتأتي المهرجانات كمحفز ومنشط لاستعادة تلك الفعالية الكبيرة لقطاع السياحة في كل مكان.
ولو تفقدنا البرامج والفعاليات التي تتضمنها المهرجانات التي تقام في سورية لوجدنا الجزء الأكبر منها موجه لدعم وتمكين أسر الشهداء والجرحى والمتضررين من الحرب، وروادها معظمهم من الفئات الفقيرة التي لا تستطيع للفرح سبيلاً أرخص واجمل من هذا السبيل، هذا من جانب، من جانب آخر لا يمكن لعاقل و واعٍ إلا أن يعرف أهمية الحالة المعنوية والنفسية للمواطنين والتي تنعكس إيجاباً على أداء الجيش وهو يحرر منطقة وأخرى ليعرف جنوده وقياداته أهمية جهودهم في إسعاد الشعب الذي ينتمون إليه فمن يفرح في تلك المهرجانات هم أهلهم وذويهم، وتعتبر مهمة إسعاد وتأمين الشعب أحد أهم واجبات الجيش.
من زاوية أخرى ننظر لما لتلك الفعاليات من أثر أقتصادي وتنشيط للتجارة والسياحة والثقافة والترفيه، وما لها من آثار سياسية تنعكس سلباً على معنويات العدو.
بالمجمل سيكون من الخطأ ان نهمل العائدات الهائلة التي يمكن أن نجنيها من القطاع السياحي، سواء كان ذلك آتياً من السياحة الداخلية أم الخارجية، بل يمكن أن ندعوا إلى ستمرار الجهود المتكاملة في كافة الميادين لتأمين وإسعاد الشعب السوري وتحقيق مصلحته بكل الوسائل الممكنة..
بلال ديب