رياضة

أهي عنصرية أم عذر للإساءة إلى الأندية التي تتعثر في البطولات!؟

أصبحت الرياضة السفير الأجمل لتطور الدول وتحضرها، وخصوصاً المعشوق الأول كرة القدم، فلا يكاد خبر ينتشر يخص نجومها حتى ينشغل محبوها بخبر آخر، وللأسف لا تكون دائماً هذه الأخبار سارة، كحال الموجة العنصرية المتنامية في الملاعب الإنكليزية والتي أضحت مشكلة تؤرق عشاق الدوري الأقوى في العالم، خاصة وأن أغلب الدماء الجديدة التي تضخها الأندية الإنكليزية آتية من إفريقيا، ما ينعكس سلباً على التعاقد المستقبلية في حال عدم السيطرة عليها من قبل المعنيين في الاتحادين الإنكليزي والأوروبي.

وأشعلت ضربة الجزاء التي أهدرها لاعب مانشستر يونايتد الفرنسي بول بوغبا ضدّ أمام ولفرهامبتون قبل أكثر من أسبوع، شرارة العنصرية من جديد، ورغم كل الإجراءات التي اتخذت لاحتوائها سواء من إدارة مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدت بإغلاق الحسابات التي تنشر عبارات مسيئة بحق اللاعبين ذوي البشرة السمراء أو من خلال تعاضد إدارة النادي والزملاء، زادت حدة العنصرية مع إهدار زميل بوغبا ماركوس راشفورد لركلة جزاء أمام كريستال بالاس.

لا توجد طريقة نهائية لإنهاء العنصرية، فما العمل؟ ربما تتحمل الأندية الوزر الأكبر في قمع هذه الظاهرة من خلال حملات التوعية والتجاهل والتعالي كما فعل البرازيلي داني ألفيس في الحادثة المشهورة عندما ألقوا إليه موزة فأكلها ولعب الركنية وكأن شيئاً لم يحدث، أو من خلال استخدام القانون، الذي يجب أن يضمن على الأقل كظم هذه التصرفات اللاأخلاقية، مثلما فعلت إدارة نادي تشيلسي مع جماهيرها التي هاجمت رحيم سترلينغ.

والعام الماضي تعرض النجم المصري محمد صلاح إلى هتافات عنصرية في مباراة فريق ليفربول أمام وست هام في مرحلة إياب الدوري، وقام عندها الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بفتح تحقيق هدأ قليلاً من روع الحادثة، بعد أن كان قدر أصدر مذكرة بحق أحد مشجعي توتنهام تمنعه من حضور المباريات مدى الحياة، بعد أن قام بإلقاء قشرة موز على الجابوني أوباميانغ لاعب الآرسنال، أثناء مباراة الفريقين بملعب الإمارات.

وهناك العديد من المواقف التي شهدتها الملاعب الإنكليزية خلال السنوات السابقة بهذا الخصوص، وربما أبرزها عندما حادثة سواريز وإيفرا في المباراة التي جمعت بين فريقيهما مانشستر يونايتد وليفربول عام 2012، حين رفض الأورواغوياني سواريز لاعب الريدز السابق وبرشلونة الحالي، مصافحة مدافع اليونايتد الفرنسي إيفرا، وتجاوزه وتوجه نحو مصافحة ديفيد دي خيا في إهانة مباشرة لمنافسه، حينها حاول الفرنسي مسك يده بغضب لكن سواريز أصر على تخطيه، وجاء ذلك على خلفية أزمة كانت قد نشبت بين اللاعبين خلال مباراة سابقة، بسبب توجيه لاعب البارسا الحالي إهانات عنصرية لمنافسه الفرنسي بسبب لون بشرته.

وأشارت آخر إحصائيات أعدتها منظمة “كيك إت آوت” (أركلها خارجاً) الخيرية، والتي تنشط ضد العنصرية في رياضة كرة القدم، إلى أن عام 2019 شهد سابع ارتفاع على التوالي، في البلاغات عن العنصرية في اللعبة الإنكليزية، حيث أظهرت أرقام المنظمة أن هناك 600 بلاغ عن التمييز العنصري هذا العام مقارنة بـ 510 العام الماضي و469 عام 2017.

البعث ميديا || سامر الخير