المقاومة اللبنانية.. لا خطوط حمراء
رغم محاولته تقليل حجم الضربة التي تلقاها في موقع أفيفيم العسكري، إلا أن الوقائع تثبت عكس ذلك، ولا داعي لتحليلات كثيرة، إذ يكفي مشاهدة حالة الاستنفار لدى قوات الاحتلال على الحدود، والتصريحات المتخبطة لمسؤولي الكيان.
بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الكيان، ادّعى أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات، وعملية إخلاء المصابين بطائرة عسكرية كانت مفبركة بهدف التمويه وخداع حزب الله، ليأتي تكذيبه على لسان مراسلةِ للإذاعة “الإسرائيلية”، والتي أكدت نقل جنديين مصابين، فيما بثت وسائل إعلامية أخرى مقاطع تثبت وصول مروحية عسكرية إلى أحد مشافي حيفا.
ضربة المقاومة أبقت قيادات الاحتلال في حالة استنفار قصوى، ترجموها بإصدار أوامر برفع حالة الجهوزية على الحدود، واستنفار عام تحسبا لأي جديد من حزب الله، وهذا فعلا ما قصده سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، حين ذكر في خطابه أنه سيدفع جنود الاحتلال للوقوف “على رجل ونصف” على الحدود… حزب الله كسر الخطوط الحمر، وثبت قواعد الاشتباك، وجعل الاحتلال يضبط تحركاته وفقا لما يحدده هو.
تشتيت الانتباه عن ماجرى في أفيفيم، ومحاولات التأثير الإعلامي والنفسي لصرف النظر عن الفشل الاستخباراتي “الإسرائيلي” مايزال مستمرا، وكان آخرها نشر خارجية الكيان مقطع فيديو تحت عنوان” نصر الله يتوسل وقف حرب 2006″، والذي، بحسب خبراء ومراقبون، يأتي في إطار الحرب الإعلامية، إذ إنه لا يعكس حقيقة الوضع الذي كان سائدا في تلك الفترة.
ورأى الخبراء أن الهدف من نشره تشتيت ذهن المستوطنين “الصهاينة” عن ما حصل، وفشل سلطات الكيان بتقديم رواية لهزيمته، وبتغيير في الفيديو واقتطاع كلام نصر الله من سياقه وتركيبه في سياق آخر، يريد العدو من ذلك “تخويف” حزب الله، عبر تذكيره بماضيه بصورة مغلوطة وغير صحيحة، إضافة لتذكير اللبنانيين بمآسي حرب تموز ليتخذوا مواقف ضاغطة ضد المقاومة اللبنانية.
غير أن ماحصل كان العكس تماماً، والدعم الذي لقيه الحزب من مسؤولين لبنانيين كان كبيرا، وليس مستغربا، بالطبع، موقف نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، لكنه هذه المرة رفع السقف أعلى من السابق، إذ وضع حركة أمل في جاهزية، إلى جانب حزب الله، لمواجهة أي اعتداء، والرئيس العماد ميشال عون، لم يسمح لموقعه الرسمي بتقييده، حيث كان موقفه داعما، بلا أي تحفظ، للمقاومة، في سعيها إلى تثبيت قواعد الاشتباك مع العدو.
والجديد هنا كان موقف رئيس الوزراء سعد الحريري، وما أكده في جلسة مجلس الوزراء، و في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إذ كان شديد الوضوح لجهة رفض الاعتداء “الإسرائيلي” على الضاحية، وجعل رد الاعتداء أولوية لا يتعداها أي نقاش آخر، بصرف النظر عن أي خلاف مع حزب الله، بحسب ما نقلت مصادر لبنانية.
هذا الدعم للمقاومة يعطيها تحصينا إضافيا في أي جولة مستقبلية مع العدو، وذلك وفقا لما يراه مراقبون ومحللون.
رغد خضور || البعث ميديا