مسرحية “طميمة”.. الاختباء وراء الحقائق
الحرب، الخوف، الهروب، الخيانة، الاختباء، محاورعريضة لمضمون مسرحية “طميمة” التي لاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً على مسرح القباني، وقد نجح المخرج عروة العربي بترجمة الصراع بين الشخصيات المأزومة التي رسمها على الورق شادي كيوان، والتي مثلت الأوضاع الحياتية التي عاشها الشعب السوري بأصوات القذائف والقنص وانقطاع الكهرباء والمياه، وتصاعد الأحداث التي أخذت شرائح من الشباب السوري إلى مطارح مختلفة، إلى الاختياء وراء ستار الهجرة إلى ألمانيا التي لا يوجد فيها إلا البرد كما قال أحد الأصدقاء الثلاثة، طارق- كفاح الخوص- الذي عاش تجربة الغربة والفراغ وصعوبة التكيف مع حياة غريبة وقوانين صارمة، إلى سيف-يزن خليل- المختبئ بغرفته القديمة خوفاً من الحواجز لأنه مطلوب لخدمة العلم فلم يستطع أن يلتحق ولم يقتنع بالسفر والهروب، وحسام- كرم الشعراني- الذي كوّن ثروة وأصبح من أثرياء الحرب بعد أن فتح” البار المودرن” في باب شرقي.
وقد نجح المخرج عروة العربي من خلال مشهدية المسرح الواقعي بشد انتباه الحاضرين منذ اللحظة الأولى بالسينوغرافيا البسيطة للغرفة القديمة والجدران المهترئة والمدفأة الصغيرة الفارغة من المازوت، والخزانة التي استخدمها سيف لتحميه من القنص فأغلق بها النافذة المطلة على جبل قاسيون، والتي كانت مفاجأة العرض.
الحوار الذي قاد إلى العنف بين الأصدقاء الثلاثة بعد عودة طارق كان المنعطف الهام في المسرحية، لاسيما أن ليلى التي شعرت تجاه سيف بمشاعر حب خفي كانت تزوره واختبأت بالخزانة لتصغي إلى جميع الاعترافات، فطارق تزوج من ألمانية ويخون ليلى، وليلى تبدد مشاعرها تجاه طارق وتقع بغرام سيف، وحسام يحاول التقرب من ليلى بالرسائل، لتأتي النهاية المفتوحة إزاء كل هذه المكاشفات حينما يغادر الجميع بعد أن اكتشفوا خياناتهم فينادي سيف على ليلى.. لكن المفاجأة أنها ليست بالخزانة ربما انتحرت ربما هربت برمزية إلى سورية التي تعرضت للخيانات، على وقع تأثير غناء عبد الله عطفة” بكير راحت والعشق خيلا وغابت ورا الجبال”.
المؤثرات الصوتية توازت مع الحوار لتكمل المشهدية الواقعية، بالإيحاء إلى أصوات القذائف المطر الرياح الباردة فتح الباب وإغلاقه، والاعتماد على الأغنية المنبعثة من الجوال، وأغنية النهاية التي تمثل إسدال الستارة.
وفي حديث خاص للبعث ميديا بيّنت حنان سارة المسؤولة عن الإعداد الموسيقي والمؤثرات الصوتية بأن العمل واقعي لذلك لايتضمن الموسيقا ويعتمد على المؤثرات الصوتية، وحاولت أن تكون الأصوات واقعية واشتغلت على هذا المبدأ حتى بفتح الباب، أما المطر فمثل صوت الصراع بين الشخصيات، وكان توزيع الصوت من داخل الغرفة، واعتمدت على الصوت المنبعث من “السبيكر” للجوال بالرنين، باستثناء الأغنية النهائية.
فسألتها عن سبب اختيارها الأغنية الشعبية رنة جوال حسام” خايف هزك يا غربال” فأوضحت بأنها إيماءة إلى حقيقة الأشخاص.
البعث ميديا || ملده شويكاني