سلايدمنوع

عدوانية طفلك.. هكذا تتعامل معها

يعاني الكثير من الآباء والأمهات من مشكلة السلوك العدواني لدى أطفالهم، ويرغب الكثير منهم بالتخلص من هذه المشكلة في بداياتها قبل أن تكبر وتتفاقم، ويعتبر السلوك العدواني ضرورة للحفاظ على التوازن الشخصي، لأنه يساعد على نمو استقلالية وتطوير الطفل لذاته وبطبيعة الحال يجب أن يتناقص هذا السلوك مع التقدم بالعمر.

ويمكن أن نعرف العدوانية: بأنها سلوك عدواني ضد الآخرين لإلحاق الأذى بشكل مباشر أو غير مباشر، لفظياً أو جسدياً.

ويظهر السلوك العدواني لدى أغلب الأطفال وبدرجات متفاوتة ويمكن أن يكون هذا السلوك على نوعين: غريزي ومكتسب.

العدوانية الغريزية: وهنا يعتقد كثير من الباحثين أنه، ولكونها غريزية، يجب العمل على ترويضها بأسرع ما يمكن، ويقاس هذا النوع بلغة الميول الفطرية.

أما العدوانية كسلوك مكتسب  يمكن أن تكون على شكل عام أو نتيجة قابلية الطفل لاكتساب العدوانية بالتعلم، من الأقران في بعض الأحيان، وتعتبر الصفات الاجتماعية في محيط الطفل أكثر العوامل المؤدية للأعمال العدوانية، وهذا النوع من المحيط العدواني يمكن أن يسبب الإحباط للطفل، الذي بدوره قد يؤدي إلى حالة انفعالية- الغضب- الذي يزيد من إمكانية تطور السلوك العدواني لديه.

وتتوقف نتائج العنف على العادات المكتسبة أثناء النمو، وكذلك لدى التعرض للنماذج (الأشخاص) العدوانية وعلى مدى التساهل أو العقاب المتبع عند إظهار الأذى.

ومن مظاهر العدوانية:

– العدوانية نحو الذات: وهنا يتمثل السلوك بقيام الطفل بإلحاق الأذى (بنفسه)، ويتراوح بين الاعتداء اللفظي أو البدني، كضرب رأسه أو شد شعره أو توجيه عبارات على انتقاص من قيمة نفسه.

– العدوانية نحو الآخرين: وهو لجوء الطفل لقوته الجسدية لإيقاع الأذى بالآخرين وذلك باستخدام اليدين أو الآلات الحادة أو بالاعتداء اللفظي كتوجيه الشتائم والألفاظ السيئة.. وقد يكون مباشر كمواجهة بالضرب أو الشتم، أو غير مباشر كاللجوء للانتقام لاحقاً بالمكائد أو توجيه الآخرين للاعتداء عوضاً عنه.

– العدوانية بالإشارة: ويتمثل بقيام الطفل بالاستفزاز عن طريق إيماءات باللسان أو الأصابع للخصم بهدف استفزازه أو إهانته.

ومن أسباب السلوك العدواني:

أولاً- الجو الأسري: فالأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع التي تساهم في بناء شخصية الطفل وتشكيل سلوكه، فأطفال الأسرة المتوترة أو ذات الثقافة المتدنية تكون أكثر عرضة لزيادة السلوكيات العدوانية، أو قد تلعب الحالات الاجتماعية دوراً في ذلك، مثل العنف الأبوي ضد الأم أو بالعكس أو التسلط لدى الأبوين.

ثانياً- التقليد والمحاكاة: يقوم الطفل بتقليد الكبار، ويعزز الفعل العدواني عدم العقاب أو ربما تدعيمه الإيجابي، بل ربما يكون الآباء نفسهم هم المثل الأعلى للطفل، كما تلعب الأفلام الكرتونية دوراً كبيراً في بناء مثال سيء للسلوك العدواني.

ثالثاً- الشعور بالنقص: قد يعتقد الأهل والمحيط أن تعيير الأطفال بغيرهم سيدفعهم لزيادة الاهتمام بأنفسهم، وهذا خطأ، لأن ذلك قد يولد عدوانية لدى الطفل، فالطفل لا يتعامل بعقلانية، بل باندفاع ناتج عن شعور بالدّونية، الأمر الذي يدفعهم لتجاوز هذا النقص بالاعتداء على أقرانهم.

رابعاً- الدلال والحماية الزائدة: فالطفل المدلل هو الذي تعلم الحصول على طلباته دون شرط أو قيد، ولكن هذا الطفل عندما يخالط العالم الخارجي يصطدم بقوانين المجتمع فيحدث نوع من النكوص يؤدي للسلوك العدواني.

خامساً- الحرمان العاطفي: وهنا على العكس من الدلال الزائد وهو نقصان الحنان، وكلاهما يؤدي لمواقف عدوانية ومن مظاهر نقص الحنان هو زيادة التوتر بين الآباء والأبناء، مما يدفع الأطفال للقيام ببعض السلوكيات العدوانية بهدف إثبات الذات ولفت الانتباه.

وهنا يمكن ذكر الحلول المقترحة لتهذيب السلوك العدواني:

1- تأمين البيئة الصحية اجتماعياً ونفسياً لكل طفل في المدرسة.

2- تعزيز ضوابط السلوك وما يترتب على ذلك من وجود مرشدين نفسيين واجتماعيين وإداريين يشرفون على سلوك التلاميذ الفردية والجماعية.

3- السعي للتخلص من عوامل الإحباط عند كل طفل لأنها غالباً المسببة للعدوانية لديه، من خلال تشجيع التلميذ وتوعيته بأهمية الدور الذي سوف يقوم به على صعيد المدرسة وبالتالي تعزيز ثقته بنفسه.

4- البدائل توضيح بدائل اللجوء للعدوانية المتوفرة والتي يمكن الاستعاضة بها للتخفيف من السلوك العدواني والعمل المستمر على استخدام هذه البدائل في حال تعرض الطفل للأذية من صديق، ومنها إبلاغ الإدارة بدلاً من مهاجمته بنفسه.

5- العقوبات: الإشارة إلى العقوبات فلها تأثير إيجابي أحيانا، بشرط تدرج العقوبة وتناسب شدتها مع شدة العدوانية.

خلاصة القول يمكننا اعتبار السلوك العدواني لدى الطفل ناتج عن عدة عوامل، أهمها الأسرة التي لم تشبع رغباته وتحترمها لتبقى هذه الرغبات مكبوتة على ساحة اللاشعور، فيحاول الطفل التخلص منها حين يعتدي على نفسه بالضرب أو يوجه عدوانيته نحو الآخرين حين يقوم بضربهم أو بتحطيم الأشياء، وتتطور هذه المشاعر تدريجياً خلال مراحل النمو التي إن لم يتم علاجها قد تصل في مرحلة المراهقة أو الرشد إلى ارتكابه جنحة، وهنا يجب على الوالدين ألاّ يتجاهلوا هذا الأمر وأن يقوموا باستشارة مختص نفسي في حال ثبوت السلوكيات العدوانية على الطفل.

البعث ميديا || أسماء طه