“زمن الملح” مضامين مستلهمة من وحيِ الحرب على سورية للشاعرة هيلانة عطاالله
صدرت مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب المجموعة الشعرية الخامسة للشاعرة والناقدة هيلانة عطاالله بعنوان ” زمن الملح ” وتقع في 119 صفحة من القطع المتوسط . تناولت فيها الشاعرة مضامين متنوعة استلهمتها من وحيِ الحرب الإرهابية التي تواجهها سورية مؤكدة على أن الانتماء إلى الوطن فوق أي انتماء آخر ، ومجدت الشهادة قائلة :
فاخشعْ إذنْ يا صاحبي
لدموعِ أمٍّ صارعتْ هُوجَ الرياحْ
وتسامقتْ نحوَ السماءِ بدعوةٍ
فعسى ينامُ بصدرِها نزْفُ الجراحْ
في أرضِنا ملحٌ وخبزٌ بالدماءِ معمَّدٌ
وبرعشةِ الزيتونِ سرٌّ للإلهِ
على المدى لن يُستَباحْ
كما ضمّنت بعض قصائدها المعاني الاجتماعية ، وفي بعضها الآخر المعاني الوجدنية كالغربة الروحية وما يعتلج في أعماق الإنسان من مشاعر الانكسار أو الانتصار في زمن سمتْه ” زمن الملح ” وكأن المعاناة رغم قسوتها تطهر الروح كما يفعل الملح في تطهير المادة ، تقول :
وأنا ـ يا زمنَ الملحِ ـ حملْتُ صليبي
مذْ غادرني الخوفْ
ما عادتْ أحلامي جثثاً
تمشي فق بقايا النومِ
وأسئلتي تشهقُ
تحتَ شفارِ الحَيفْ
سأُقرُّ اليومَ بأني
من شهقةِ أولِ فجرٍ
حتى زفرةِ آخرِ ليلٍ :
أنتَ مقيمٌ وأنا ضَيفْ
هذا وتغلب العاطفة الأنثوية على بعض قصائد المجموعة حين ترصد الشاعرة تفاصيل الأنثى الحالمة بإطلاق طاقاتها الروحية نحو عالم يسوده الحب والجمال .
واستخدمت لهذه الموضوعات أدوات فنية حداثية سواء في قصيدة العمود أو التفعيلة أو النثر تجلت في الإيقاعلت الموسيقية والصور البيانية ، كما ورد في المجموعة نمط القصيدة الومضة التي اعتمدت التكثيف تقول :
بيني وبينك مسافات احتراق
وقريباً يصدمنا جبل الجليد
يجدر بالذكر أن هيلانة عطاالله عضو في اتحاد الكتاب العرب وأمين سر جمعية الشعر فيه ، وقد تم تكريمها من قبل العديد من الجهات الرسمية والأهلية داخل القطر وخارجه ، وتجيد اللغة الفارسية ما مكنها من ترجمة بعض القصائد من اللغة الفارسية إلى العربية وبالعكس ، وقد صدر لها سابقاً المجموعات الشعرية التالية : شذرات ، الصدق في الزمن الصعب ، بكاء الجبال ، رفة جناح وهناك اثنتان قيد الطبع ، ولها العشرات من الدراسات النقدية المنشورة في الدوريات المحلية والعربية .
خاص البعث ميديا || صفوان ماضي