التلوث والروائح الكريهة ماركة مسجلة باسم نهر العاصي وسط حماه
يعد نهر العاصي ثاني أنهر سورية من حيث الأهمية بعد نهر الفرات، وذلك من حيث الطول والمساحات الزراعية المروية التي تقع على طول مجراه بدءا من أعاليه في الهرمل مرورا في محطته الأولى واستراحته في بحيرة قطينة ليتابع مسيره في مجال محافظة حمص ، ليتوقف ثانية في سدر الرستن ، ويتابع مجراه من هناك في أراضي محافظة حماة عابرا عشرات القرى قبل دخوله مدينة حماة ونواعيرها .
ومن مدينة حماة يتابع مجراه الى الشمال الغربي مرورا في سهل الغاب فجسر الشغور في محافظة ادلب وصولا إلى تركيا …لكن كان هذا أيام زمان يوم كان يفيض على الأراضي المحيطة به ويوم كان عاصيا .
اليوم تحول وضع النهر ونتحدث هنا على امتداده في مجال مدينة حماة وشمالها الغربي، حيث تحول إلى مكبات للقمامة والأوساخ والمنصرفات الصحية ومياه معامل الألبان والزيوت، لتشكل روائحه مصدر قلق وإزعاج لسكان مدينة حماة .
وتبلغ ذروة روائحه الكريهة وسط المدينة عند ساحة العاصي بالقرب من حديقة أم الحسن حيث يرتادها الزوار كمنتفس وحيد لأهالي المدينة ، ولم يعد يسمع أنين نواعيره، بل هي متوقفة أكلت منها حرارة الشمس وقساوتها ما أكلت، وتطلت عن مهمتها في رفع المياه لبساتين حماة.
والواقع هذا يتنافى مع ما ان يقوله مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحماة بأن تجديد شبكة الصرف الصحي رفع التلوث عن مجرى النهر فهذا الكلام ليس صحيحا ، فرغم تغير المصبات بعبّارات أكبر وبأقطار أوسع لكنها بقيت تصب في مجرى النهر بالقرب من أمانة المحافظة، وبقيت مسألة التلوث وانبعاث الروائح الكريهة علامة مسجلة بمجرى نهر العاصي وسط مدينة حماة ، لتفضح وتدحض كل مقولات بأنه تم رفع التلوث عن مجرى النهر .
البعث ميديا || حماة – محمد فرحة