انخفاض كمية إنتاج التفاح بطرطوس وخسائر المزارعين في ازدياد
سجلت محافظة طرطوس هذا العام انخفاضا في كمية إنتاج التفاح “خلافا للأعوام السابقة” فالتقديرات الأولية لإنتاج التفاح للموسم الحالي 2019 في المحافظة هو / 1879805/ طنا من ثمار التفاح، العوامل المناخية والجوية أثرت في الأشجار خلال فترة الإزهار والعقد، وبذلك لعبت دورا واضحا في تراجع الإنتاج، إضافة إلى عدم قدرة المزارع على خدمة الشجرة بالشكل الأمثل بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج ما أدى إلى تردي وضع المحصول وقلته واستبدال بعض أشجار التفاح بشجر الزيتون، وبالمقابل لم تسوق ولا ثمرة تفاح واحدة من قبل فرع السورية للتجارة في المحافظة بسبب عدم الإيعاز بالتسويق من الإدارة المركزية، ليقع الفلاح بخسائر يتكبدها وحده وليكون المستهلك ضحية ارتفاع أسعار المنتج…!
المهندس محمد عبد اللطيف، رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة في زراعة طرطوس أوضح لـ “البعث ميديا” أن المساحة الإجمالية المزروعة بالتفاح في المحافظة تبلغ / 3420/ هكتارا، موزعة في مناطق صافيتا والدريكيش والشيخ بدر وبانياس والقدموس، منها / 88701 / هكتار سقي و / 253209/ هكتار بعل، ويبلغ عدد الأشجار الكلي / 1031986 / شجرة، منها / 940143/ شجرة في طور الإثمار.
مصدر عيش
وتعتبر شجرة التفاح اقتصادية بالنسبة للفلاح في منطقة الدريكيش ولا سيما في المناطق الجبلية المرتفعة بسبب المناخ المناسب والملائم لهذه الشجرة من حيث البرودة، وما زالت مصدر عيشه ورزقه حتى الآن، وذلك حسب عزت أحمد، رئيس الرابطة الفلاحية في المنطقة، ملفتا إلى قلة إنتاج هذا الموسم بسبب العوامل الجوية والمناخ المتقلب والغير ملائم والمناسب لشجرة التفاح أثناء فترة الإزهار والعقد، حيث سجل هذا الموسم تراجعا في الإنتاج بنسبة 40-50 % عن العام الماضي، فمثلا قرية بيت يوسف ليس لديها إنتاج هذا العام 5 % من الإنتاج اللازم والمطلوب قياسا بعدد الأشجار والمساحة، والكثير من القرى التي كانت تنتج 50 طنا لم تنتج هذا العام 50 كيلو .
أمراض التفاح
وأضاف أحمد: تنتج أشجار تفاح الدريكيش صنفي الغولدن والستاركن، والمنتج غير خالي من الأثر المتبقي للمبيدات، وبسبب الرطوبة وتقلبات المناخ تعرضت الشجر للأمراض، كالأمراض الفطرية مثل الجرب والبياض الدقيقي، والأمراض الحشرية كدودة الثمار والعناكب الحمراء التي تمت مكافحتها بالطرق الكيميائية من خلال رش المبيدات.
خسائر
وتصل تكلفة إنتاج كيلو التفاح إلى 200 ليرة ويباع بـ 150 لسوق الهال/ حسب المزارعون/ الذين يقعون بخسارة والمستهلك ضحية ارتفاع الأسعار…! حيث يباع الكيلو الجيد بسعر يتفاوت بين 250-375 ليرة، وأشار المزارعون إلى انخفاض كمية السماد المستجر لشجر التفاح نتيجة عدم القدرة على شرائه كون الفلاح مستدان من الصيدلية الزراعية بـ 200 ألف ليرة ثمن أدوية، ما انعكس خسارة عليه و سلبا على محصوله الذي انتظره طيلة العام، وكان يفترض بيع الكيلو بـ 250 -300 ليرة ليعوض تعب سنة كاملة بين حراثة وتقليم ورش وسماد. …! ويقترح المزارعون أن تكون المكافحة حيوية وليست كيميائية أسوة بشجر الحمضيات على أن تشمل التفاح والزيتون ليكون الإنتاج سليم خالي من التراكمات السلبية على الثمار.
جمعية واحدة منتجة ولم تسوق..!
وحول التسويق”المعضلة المتكررة” أفاد رئيس الرابطة: قبل شهر من بدء تسويق المحصول راسلنا الجمعيات الفلاحية لمعرفة عدد الصناديق التي تحتاجها لتسويق موسمها، فكانت النتيجة أنه لم يتم الاكتتاب على صناديق التفاح بسبب قلة الإنتاج وبعض الإصابات بالبرد، و باستثناء جمعية فجليت التي اكتتبت على 1200 عبوة بلاستيكية فارغة بموجب كتاب من رئيس الجمعية وتم إعلام مكتب التسويق في الاتحاد من خلال صورة عن كتاب الجمعية بالإضافة إلى إعلام السورية للتجارة لتهيئة وتأمين كافة مستلزمات التسويق حتى لا يتم التأخير، وحتى تاريخه لا توجد أية مبادرة للتسويق على الرغم من الإعلان عن التسويق بهذه الكمية…! مشيرا إلى أن جمعية فجليت أنتجت هذا العام 24 طنا من التفاح الملائم للتسويق، ولم تستلم ولا صندوق ولم تسوق أية كمية تذكر…!
تصريف إلى سوق الهال
وبرأي أحمد، فإن الأسعار التأشيرية التي وضعت للتفاح هذا العام يجب أن تكون أعلى من العام الماضي بسبب قلة الإنتاج وارتفاع مستلزمات الإنتاج، علما أن التسعيرة تم اتخاذها من قبل اتحاد الفلاحين وليس من قبل السورية للتجارة وكان رد مدير السورية أن التسعيرة لم تردنا ولم ترد إلينا التعليمات والمبادرة بالتسويق …! وبالتالي لم ينتظر المزارعون الجهات المعنية بالتسويق إنما صرفوا إنتاجهم إلى سوق الهال علما أن الأسعار لم تكن متلائمة مع كلفة الإنتاج وهامش الربح وهذا أدى لخسائر كبيرة عند المزارعين.
متابعة
وبدوره علي مهنا، رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي طرطوس، بين أن الأسعار التأشيرية التي وضعت هذا العام للتفاح هي ذاتها العام الماضي، حيث تم اعتماد السعر التأشيري للتفاح الأحمر الأكسترا 230 ليرة للكيلو والأحمر نوع أول 215 ليرة للكغ وللنوع الثاني 195 ليرة للكغ والثالث 105 ليرة للكغ، في حين وضع سعر تأشيري لكيلو التفاح الأصفر أكسترا بـ 220 ليرة، وللنوع الأول 200 ليرة وللنوع الثاني 180 ليرة والثالث 95 ليرة للكغ…. ونعمل كاتحاد/ والكلام لـ مهنا/ على حل مشاكل المزارعين ونرفع مطالبهم للاتحاد العام، فمن حق الفلاح أن يكون السعر مكافئ لتعبه وجهده وأن يسوق إنتاجه، مضيفا: ندعم الفلاح لتكون الأسعار جيدة على أن يحقق هامش ربح من أجل الاستمرار بالزراعة وهذا الأمر يتحقق عند فتح أسواق خارجية للتصدير ودعم الدولة للفلاح وبشكل مباشر.
ومن جهته يوسف حسن، مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس أفاد: لم تأتنا تعليمات من الإدارة للتسويق، لا يوجد موسم والموجود يغطي السوق المحلية والسعر الرائج مقبول.
لاستمرار العمل والإنتاج
يقع المزارع دائما بين فكي كماشة، الطبيعة من جهة والجهات المعنية من جهة أخرى، ويبقى في خيبة أمل أثناء فيض الإنتاج وحتى في قلته…! والمطلوب دعم الفلاح من أجل دعم الإنتاج الزراعي كما ونوعا كونه عامل أساسي لدعم الاقتصاد الوطني.
البعث ميديا || طرطوس – تحقيق دارين حسن