سلايدمنوع

المراهقة.. حساسية المرحلة وكيفية التعامل معها

مما لا شك فيه أن مرحلة المراهقة تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجديد المستمر والترقي في معارج الصعود نحو النضوج الإنساني، وتعتبر هذه المرحلة من أشد المراحل حساسية نظراً للتغير في البنية الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية والفيزيولوجية، ويتعرض الإنسان في هذه المرحلة إلى صراعات متعددة داخلية وخارجية.

ويعرف علماء النفس المراهقة: بأنها مرحلة الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وليس النضج بذاته، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد عدة سنوات ويمكن أن تصل إلى 10 سنوات.

وقسم علماء النفس مراحل المراهقة إلى ثلاث مراحل وهي:

– مرحلة المراهقة الأولى وتكون من عمر (11- 14) عاماً: وتتميز هذه المرحلة بتغيرات بيولوجية.

– مرحلة المراهقة الوسطى وتكون من عمر (14- 18) عاماً: وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.

– مرحلة المراهقة المتأخرة وتكون من عمر (18-21) عاماً: وبهذه المرحلة يكون أصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.

ونوه هنا الأخصائيون للبعث ميديا بأن سن المراهقة قد تغير في الوقت الحالي بفعل التطور التكنولوجي الذي أثر على نمو الأطفال نفسياً وذهنياً، وأنه كان في السابق عمر المراهقة يتراوح ما بين 10 و13 عاماً، أما اليوم فأصبح أقل بكثير من ذلك، فالطفل الصغير أصبح يدرك كل كبيرة وصغيرة وهذا ما يسمى “بمرحلة المراهقة المبكرة” والتي ليس لها علاقة بالبلوغ الجسدي، وإنما بالبلوغ النفسي والعقلي وذلك بفضل الكم الهائل من المعلومات المتاحة أمامه للاكتشاف.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن مرحلة المراهقة عند الفتيات تكون أكثر حساسية، ويتبدّى ذلك في الطبيعة التي تتمتع بها الأنثى والتي تختلف عن الجنس الآخر كالخجل والارتباك والانطواء على الذات، إضافة لبعض السلوكيات المضطربة التي قد تؤثر على حياتها العملية وحتى الدراسية، والتي ينبغي التعامل معها بطريق صحيحة، وهنا نؤكد على أهمية احتضان الأهل ومد يد العون لبناتهم لمواجهة هذه المشكلات كي تتلافى التبعات الخطيرة التي قد تؤثر عليها مستقبلاً.

أخصائيون بالعلاج النفسي والسلوكي للمراهقين أوضحوا للبعث ميديا أن هناك بعض الأمور التي تؤثر على المراهقين ومن أهمها:

1- البيئة المحيطة والمجتمع وهما في المرتبة الأولى لأنه يوجد فيهما كافة الأصناف والأشكال من الناس فمنهم الجيد ومنهم الفاسد.

2- الأهل: وهنا يجب أن يُشعر الأهل أولادهم بالأمان وأن يتفهموا هذه المرحلة ما سيجعل المراهق مسؤولاً عن تصرفاته وأن يلجأ لهم ويقوم بمصارحتهم ليرشدوه إلى طريق الصواب.

3- الأصدقاء: إن للأصدقاء دوراً كبيراً ومهماً في هذه المرحلة ويجب على الآباء تقديم النصائح لأبنائهم لاختيار الأصدقاء الأفضل، والابتعاد عن رفاق السوء.

وقدم الأخصائيون النفسيون للبعث ميديا بعض النصائح التي لابد من مراعاتها عند التعامل مع المراهقين في هذه المرحلة:

– عدم استخدام العنف والعناد مع المراهقين.

– يجب على الأهل محاورة المراهقين والتكلم معهم لأن الحوار يفتح المجال أمامهم ليفرغوا ما في داخلهم من كلام.

– يجب التعامل مع المراهقين بهدوء وتفهم وعدم اللجوء إلى الصراخ وعدم استخدام أساليب التوبيخ، لأن ذلك قد يفاقم المشكلة ويجعل المراهقين يتجهون إلى قرارات خاطئة لتحدي الأهل وإثبات كيانهم.

– محاولة التقرب من أصدقاء المراهقين ومعرفة أخلاقهم وطباعهم وذلك لتجنب رفاق السوء.

– عدم الاستهزاء والتعليق على أخطاء المراهقين بل يجب توجيههم إلى الاتجاه الصحيح وإرشادهم وهذا قد يؤثر إيجاباً عليهم.

– شرح ما يجري للمراهقين في هذه الفترة وهو بغاية الأهمية، وأن ما يحدث معهم من تقلبات وتغيرات جسمية ونفسية يعود إلى بدء نضوجهم.

– الرد على كافة تساؤلات المراهقين كي لا يذهبوا للبحث عن الإجابات في مكان آخر وقد يقودهم ذلك إلى طرق فاسدة.

– إعطاء المراهقين الفرصة لإثبات نفسهم وقدراتهم والأخذ بآرائهم لأن ذلك سيجعلهم واثقين بأنفسهم.

وفي النهاية يجب أن نذكّر الأهل أنهم جميعاً مروا بهذه المرحلة وما بها من صعوبات ولا يمكن التحكم بها، ويجب عليهم توظيف وتوجيه طاقات المراهقين لصالحهم شخصياً، ويجب منحهم الدعم العاطفي والحرية ضمن ضوابط المجتمع، ومساعدتهم حتى ينتهوا من هذه المرحلة ويصلوا بر الأمان.

أسماء طه