رغم أهميتها.. الأنشطة اللاصفية الغائب الأكبر في المدارس
كثُر الجدل في الآونة الأخيرة حول غياب دور الأنشطة اللاصفية في بعض المدارس، على الرغم من أهميتها، وخاصة أن وزارة التربية تسير بخطا متثاقلة في تفعيل دورها، ولو أن هناك بعض المحاولات الخجولة في بعض المدارس وبالتحديد في المدارس الخاصة، حيث نجد هذه الأنشطة مفعّلة فيها بينما تندر، بل تكاد تغيب في المدارس العامة، وهذا ما أثار جدلاً واسعاً بين الأهالي، وخاصة مع الكم الكبير في المناهج الدراسية والتي تكدّس المعلومات في ذهن المتلقي دون أي ترفيه يذكر، ومايزيد الطين بلة أنه بعد عودته الى المنزل ينغمس في متابعة دراسة هذه المعلومات مع مدرسين خصوصيين، وهكذا يمضي نهاره بحشو دماغه بالمعلومات دون أن يحصل على فرصة للترفيه عن نفسه، ما يصيب التلميذ بالخمول والكسل وعدم الرغبة بالذهاب إلى المدرسة.
أطفال موهوبون.. ولكن؟
وبما أن الأنشطة اللاصفية لها أثر كبير في نفس التلميذ، وتعمل على تجذير وتعميق ورعاية القيم وتنمية المواهب والابتكارات لديه، فقد كان لـ”البعث ميديا” هذه الجولة على بعض آراء الأهالي الذين أجمعوا على إهمال هذه الأنشطة في المدارس ،ما سبب تراجعاً في شخصية أبنائهم.
حيث تقول السيدة إلهام بأن طفلها دائماً يحصل على علامات قليلة بمادة الرسم في المدرسة مع أنه يتمتع بموهبة تضاهي بعض المتعلمين لها في المعاهد، ولا تكتفي معلمة المادة بإنقاص علامته بل، وتتعداها الى توبيخه أمام زملائه، الأمر الذي سبب له حالة نفسية معاكسة، وانعدمت لديه الرغبة بالرسم، ورغم محاولتي ورجائي له بأن ينميها خارج المدرسة، إلا أنه يرفض ذلك تماماً.
ولا تختلف مشكلة السيد أحمد كثيراً عن مشاكل الكثير من الأهالي مع أبنائهم، حيث يشكو إهمال المدرسة لموهبة ابنه ويقول: ابني مولع جداً بكرة القدم كما العديد من زملائه، ويحلم دائماً بأن يصبح لاعباً مشهوراً، إلا أنه لايوجد من يدرّبه عليها، متسائلاً.. لماذا لا يكون لكل مدرسة فريق يمثلها، ويتم إجراء مسابقات بين المدارس في أيام العطل.؟.
على طرف آخر
وعلى طرف آخر تكثُر تصريحات وزارة التربية عن أهمية الأنشطة في المدارس وعن وجوب تفعيلها بشكلها الأمثل، حيث أشار وزير التربية، عماد العزب، في أحد تصريحاته، إلى دورهذه الأنشطة في تكوين شخصية التلاميذ والطلاب، وإظهار قدراتهم ومواهبهم وإمكانياتهم، عن طريق تنميتها بمختلف الوسائل، وتشكيل حالة من التحفيز والدافع لديهم للعمل بشكل أكبر على تطوير مهاراتهم، فضلاً عن تكريس دور وزارة التربية في البناء الثقافي العام إلى جانب دورها التربوي والتعليمي، منوهاً بأن الأنشطة لا تقل أهمية عن المواد التعليمية الأخرى، لأنها تشكل قاعدة لرفد الفرق الوطنية المحترفة بالأطر اللازمة، وتحرص على توسيع قاعدة المشاركين من خلال حشد الطاقات والإمكانات، في تأكيد على أن الوزارة تهتم برعاية الموهوبين والمتميزين في المجالات كافة، وستكون هناك خطة لاختيارهم وتوجيههم.
مصدر مسؤول في وزارة التربية يوضح:
ولمعرفة المزيد عن واقع هذه الأنشطة، والى أي مدى يتم العمل بها.؟، وهل هي مفعّلة في المدارس الخاصة أكثر من المدارس العامة.؟، يقول مصدر مسؤول في الوزارة لـ”البعث ميديا”: تهتم المدارس الخاصة بالأنشطة لعدة أسباب لاتتوفر في المدارس العامة، منها نقص في عدد المنشطين وقلة عدد الدورات التأهيلية للمنشطين والمتابعة الضعيفة لدور المنشط الصفي في المدارس.
أما عن مقترحات الوزارة لتحسين واقع الأنشطة في المدارس يضيف المصدر: يجب زيادة عدد الكوادر وانتقائها ضمن ضوابط مناسبة، وتفعيل دور المنشطين في إجراء المسابقات الثقافية والعلمية بما يخدم العملية التعليمية، واشتراك مشرفي الأنشطة في تحديد درجات السلوك لدى المتعلمين ضمن الضوابط المناسبة، وإجراء دورات تدريبية متتابعة لتأهيل المنشطين ووضع خطة عمل متكاملة توضح دورهم الداعم في العملية التعليمية وتشكيل لجنة مركزية برئاسة مدير الجاهزية وذلك لمتابعة أعمال المنشطين وتفعيل وتطوير أدوارهم.
خطط ومقترحات هامة دون تفعيل
ورغم الخطط الكثيرة التي أُعلن عنها ووردتنا، والتي تعد في الإطار النظري هامة، في حال تفعيلها، فإنها ستحقق الغاية المرجوة منها، بتطوير مهارات الطلاب المختلفة وستساعدتهم في اكتشاف مواهبهم وتعزيزها، لكننا أمام غياب شبه تام للتطبيق العملي لهذه الأنشطة التي لا تقل أهمية عن أي جانب تعليمي آخر.
البعث ميديا- تحقيق ابتسام جديد