مربو النحل من التراجع إلى الواجهة
قلصت سنين الحرب وأزمتها منذ ثماني سنوات عدد خلايا النحل التي كان يقدر عددها ب 800 ألف خلية وبموازاة ذلك تراجع عدد المشتغلين في هذا الشأن، وبالتالي كان من الطبيعي تراجع إنتاج العسل أيضا، بدأت مؤشرات هذا التراجع مع بداية الأزمة وخاصة في سنواتها الأربع الأولى، لكن سرعان ما بدأ يتعافى قطاع تربية النحل مع بداية 2016 بشكل تصاعدي، حيث يقدر عدد خلايا النحل اليوم بحوالي ال 44 ألف خلية هنا في مجال محافظة حماة ، أعطت إنتاجا من العسل هذا الصيف 240 طناً، وفقا لحديث مدير دائرة النحل في زراعة حماة المهندس فائز هنداوي، وتتمركز جل هذه الخلايا في بلدة عين حلاقيم حيث يتواجد فيها لوحدها 22 ألف خلية فضلا عن تواجد جمعية النحالين هناك .
وزاد الهنداوي على ذلك بأن أغلبية الخلايا المذكورة هي خلايا فنية خشبية، في حين تقلص كثيرا عدد الخلايا الترابية التي كانت سائدة قبل سنوات من الآن.
وأشار مدير دائرة النحل في حماة إلى أن عدد المشتغلين في تربية النحل وفقا للجداول الاسمية الموجودة لدينا يصل إلى 2300 مربي، وهي في ازدياد ملحوظ نظرا لما تنتجه الخلية الواحدة من العسل والذي يصل إلى 4 كيلو غرام، فضلا على ارتفاع سعر مبيع كيلو العسل.
من ناحيته قال المربي المهندس رعد قاروط بأن لتربية النحل لذة ومتعة رغم ما يتعرض له المربي من لسعات، لكن بعد تجربة وسلوك يومي ما بين النحال ونحله تصبح صداقة وتخف اللسعات، فالنحل يعرف جيدا مواعيد تفقده وتقديم الغذاء له عندما يفتقد الزهور والمرعى .
مشيرا إلى أن إنتاج سورية من العسل قبل الأزمة كان يفوق ال 40 ألف طناً لكنه تراجع بشكل كبير وملحوظ مع تصاعد الأزمة حيث تعرضت الخلايا إلى السرقة وعدم تمكن المربين من الاهتمام بخلايا النحل فأصابها المرض ونفق منها ما نفق ، وبالتالي قل عدد المشتغلين في تربية النحل .
وأوضح المهندس رعد قاروط إلى أنه مع بداية عام 2017 وما بعد بدأ المصرف الزراعي يقدم قروضا للمربين فانتعشت تربية النحل وزاد الإنتاج من العسل، لكن فرحة المربين لم تدم إذا توقف المصرف بمنح القروض للموظفين وأنا كنت واحدا ممن أكمل كل الإجراءات المطلوبة من قبل المصرف للحصول على القرض لكنني لم استفد كوني موظفا.
من ناحيته قال مربي النحل الآخر وافي محمود : بأنه حصل على قرض من المصرف الزراعي ومن خلاله أي القروض زاد عدد النحالين، وزاد عدد الخلايا لدى المربين، وبالتالي زادت كمية العسل المنتج .
وأضاف وافي إلى أن خلايا النحل تعرضت للأمراض والنفوق جراء الإفراط في استخدام المبيدات الكيماوية، فضلا عن غياب الأزهار التي تشكل موئلا لجمع العسل.
مشيرا إلى أن كيلو العسل الجيد اليوم يباع ما بين ال5000 – 6000 ليرة وإذا كان بشهده يباع ب8000 ليرة، منوها إلى أن العسل السوري من أجود أنواع العسل نظرا لتنوع المراعي الطبيعة ، فضلا على أن العديد من المربين يقومون بنقل خلايا النحل من مكان إلى آخر بحثا عن وجود الأزهار وتنوعها.
حماة – محمد فرحة