مأزق تنفيذ السدات المائية الخمس يربك الجهة المنفذة والموارد المائية في حماة
لعل الدليل الأوضح والأكثر تعبيرا لوصف حالة تنفيذ المشاريع المائية وهشاشتها، تكمن في تنفيذ مشروع السدات المائية الخمس على المصرفين الرئيسين في سهل الغاب، بهدف رفع منسوب المياه ودفعها للتراجع خلفا ما يتيح لأكبر عدد من المزارعين على طول القناة الاستفادة من هذه المياه في سقاية محاصيلهم الزراعية بدلاً من هدرها عبر بوابات القرقور.
اكتوى المزارعون بنار وعود انتظار الموارد المائية في حماة لتنفيذ هذه السدات التي لو تسابقت الجهة المنفذة مع السلحفاة لكان الفوز من نصيب هذه الأخيرة، فالمشروع مطروح منذ عدة سنوات، وقد تكون موارد حماة المائية اكتوت من وعود الجهات المنفذة هي الأخرى، وبين هذه وتلك يقف الكل تتفرجاً.
لقد ظننا بان هذه السدات ستكون جاهزة هذا العام لإيقاف هدر المياه ودفعها إلى الوراء للاستفادة أكبر قدر ممكن منها، لكن الظن شيء والواقع شئ آخر، فالمواطنون يلحظون أن كل زيارات المسؤولين لسهل الغاب تتمحور حول التقاط الصور والاستعراض، وما سيشهده سهل الغاب صيفاً سيكون هو البرهان القاطع على ذلك.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعي المهندس رفيق عاقل كان واضحاً وصريحاً حين قال : هناك خلل ما في مشروع تنفيذ هذه السدات، ومن المؤسف التأخير في انجازها لما لها من أهمية في حجز المياه ورفع منسوبها بحيث تمكن المزارعين من سقاية محاصيلهم الزراعية .
وأضاف عاقل إن كلفة تنفيذها مليار ومائة مليون ليرة، وهو رقم ليس قليلاً فلماذا لم تباشر به مؤسسة الإسكان هذا ما لا نعرفه، مشككاً بأن هناك خطأ فني قد يكون في الدراسة ..انتهى كلام عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة .
في منطقة سهل الغاب الخصب عندما يتحدثون عن المشاريع المائية والخزانات الخمس يصبح للكلام طعم المأساة: يقول المهندس مشهور أحمد : لا ندري ما هي أسباب التقصير في تنفيذ هذه السدات، فقد كان مقرراً الشروع بها في مطلع شهر أيار من العام الماضي، فتأجل إلى العام الحالي، ما يشي بهشاشة تنفيذ هذه المشروعات المائية رغم أنها محور كل إنتاج سهل الغاب الزراعي، وأضاف مشهور بأن توافر الماء يعني توافر الغذاء وفقدان أيا منهما يعني فقدان الآخر.
خلاصة القول إن ترحيل تنفيذ المشروعات المائية وتأجيلها من عام إلى آخر لا يخدم المنتج الزراعي وبخاصة عندما تخصص بالاعتمادات المالية وتعطى لشركات لتنفيذها وتتلكأ هذه الشركات بالتنفيذ لتنتظر التوازنات السعرية.
عموماً إن تنفيذ خمس سدات مائية كان قد تم إحضار مستلزمات تنفيذها من رمل واسمنت كما نُقل لنا، لكن السيول والأمطار الغزيرة التي طالت سهل الغاب وغمرته العام الماضي جرفت كل هذه المستلزمات.. ومن يومها وحتى الآن المشروع يراوح في مكانه كما هي كل مشروعات سهل الغاب.
البعث ميديا || حماة – محمد فرحة