ما تأثير العواطف بإدراك الألوان؟
قالت دراسة حديثة عن الصلة بين العواطف والقدرة على إدراك الألوان إن الإنسان في حالات شعورية معينة قد يرى لون العالم مائلاً للأزرق أو الأحمر أو الرمادي حرفياً وليس رمزياً كما نعتقد.
نُشرت الدراسة في مجلة “سيكولوجيكال ساينس”، وقال مؤلفها الطبيب النفسي كريستوفر ثورستنسن من جامعة روتشستر: “استخدامنا لأوصاف مثل “العالم الوردي” أو “الدنيا رمادي” في لغتنا اليومية له صله بحقائق علمية”.
تؤثر العواطف على العمليات البصرية بشكل منخفض، لأن الإدراك البصري يتطلب عمليات كيميائية من الدماغ تؤثر على طريقة معالجة الصورة التي نراها.
الشعور بالحزن مثلاً يقلل الإثارة، ويحد ذلك من كمية الضوء الداخلة إلى شبكية العين، وبالتالي يقلل من إدراك التفاصيل المرئية.
كذلك يخفض الشعور بالاكتئاب من إنتاج الدماغ لمادة الدوبامين، ويؤثر ذلك على قدرة الشبكية على إدراك الألوان وتمييزها، فيصبح العالم ضبابياً وأقل وضوحاً.
اعتمدت أبحاث الدراسة على عرض فيلمين أحدهما حزين والثاني هزلي على مجموعتين من المشاركين، وتسجيل مدى دقة إدراكهم للألوان.
بينت النتائج أن الذين تعرّضوا لمشاعر حزينة وجدوا صعوبة في التفرقة ظلال اللونين الأزرق والأصفر، وأن مشاعر الحزن جعلت إدراك اللون الأحمر غالباً على عملية الرؤية، لأنه يرتبط بالغضب، ويعني ذلك أن مشاعر الحزن والغضب تؤدي إلى مشاهدة المزيد من اللون الأحمر حرفياً وليس مجازاً.
فسر الباحثون ذلك بأن الحزن والغضب يؤثران على العملية الكيميائية في الدماغ، من خلال نقص إنتاج مادة الدوبامين.