معرض فداء منصور وتجربته الدائرية المحمّلة بالتعبيرية
أنا عنك ما أخبرتهم لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
بورتريه نزار قباني مع حبات الياسمين وكلماته المنثورة في فضاء اللوحة والأنثى الساكنة بظله بأسلوبية جديدة جسدها الفنان فداء منصور في معرضه الجديد المقام حالياً في صالة لؤي كيالي في الرواق برعاية د. إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، معتمداً على الشكل الدائري المحمّل بالمكونات التعبيرية وعلى جزء من الدائرة أحياناً بتصوير جماليات إنسانية منشودة متمثلة بالاحتواء بمعانيه وبحالات أنثوية شفافة، لينسحب إلى خطوط شتى استحضر من خلالها التراث الشعبي في توصيف ورسم الحارة بعناصرها مع المصباح والهلال وحضور المسحر في ليل رمضان.
وتطرق إلى مظاهر الحياة بالريف أثناء الحصاد وإلى المرأة الريفية صانعة القش.
وفي منحى آخر شغلت حروفيات الخط العربي بأسلوبه الدائري حيزاً من المعرض.
وفي حديث فداء منصور للبعث ميديا أوضح بأنه يتابع تجربته الدائرية والخط المنحني لتطويع الدائرة من الناحية التشكيلية والفلسفية لطرح أسلوب جديد بعيداً عن التكرار والتقليد، وتعني الدائرة بالنسبة إليه الاكتمال والسلام ويرى بأن الملمس المنحني أجمل من الأشياء الحادة، كوننا عشنا الأزمة فنلجأ إلى النقيض الآخر.
وعن تكوين الكرسي الذي توسط بعض اللوحات نوّه إلى أنه رمزية إلى الذاكرة إلى المكان الذي ارتبط به الإنسان حيناً، إلى الوحدة والسكون إلى منعطف ما مرّ بحياة أي شخص.
وتوقفت معه عند لوحة نزار قباني التي استحوذت على إعجاب الزائرين مبيّناً أنه أراد رسم نزار قباني بأسلوبه الجديد المنسحب إلى الواقعية التعبيرية للشاعر الكبير الذي نادى بحرية المرأة وتغنى بأنوثتها ووصف جمالها وحارب من أجلها لتأخذ دورها الفعلي بالمجتمع، وكانت الصعوبة بغموض الدائرة وتجسيد اللوحة المشكلة، إلا أن فداء منصور يتابع مشروعه وصولاً إلى تجربة مكتملة.
وبدت جمالية اللوحات أيضاً بالخلفية وتماوج الألوان ضمن العنصر الدائري باستخدامه الألوان الزيتية على قماش وباستخدامه السماكات اللونية من خلال تقنية تعشق الألوان بخلطها وصولاً إلى لون غريب كما ذكر.
وأنهى حديثه بأن لوحاته كانت تعبّر عن لحظات صدق عاشها من تجاربه ومشاهداته.
افتتح المعرض د. إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والمهتمين والأصدقاء، كما حضر الافتتاح مستشار وزير السياحة م. علي المبيض.
البعث ميديا || دمشق – ملده شويكاني