بداية متعثرة في زراعة المحاصيل الشتوية مع غياب المستلزمات
مع بداية الموسم الشتوي وخاصة محصولي القمح والشعير بحمص، تعود معاناة الأخوة الفلاحين من تأمين الجرارات الزراعية لفلاحة أراضيهم وعدم التأخر بموعد زراعة المحصولين وخاصة بعد أن شهدت المحافظة أمطار جيدة تبشر بموسم جيد، في المقابل الفلاح يشكو إرتفاع أجور ساعة الفلاحة أو الدونم وصاحب الجرار يشكو غياب المازوت المدعوم أو عدم كفاية الكميات التي تعطى لهذه الغاية ،ولاتتوقف المعاناة عند الحراثة بل إن الفلاحين بالمحافظة يعانون من ارتفاع أسعار كافة مستلزمات الإنتاج من فلاحه وبذار وأسمدة و مبيدات .
“البعث ميديا” ألتقت عدداً من مزارعي حمص في مختلف مناطق الريف ، وكانت همومهم واحدة وهي إرتفاع التكاليف وفي كافة المراحل .
المزارع نزار فطوم من قرية حداثة بريف حمص الغربي قال :حتى الآن لم أستطع تأمين دور لفلاحة أرضي لدى أصحاب الجرارات الموجودة في المنطقة فأغلبهم يسجلون على الدوروقد يمتد لعدة أسابيع ،مضيفا أنه رغم ارتفاع الأجور التي تصل لـ 7000 آلاف ليرة للساعة الواحدة لم أتمكن من فلاحة أي قطعة أرض ،والإعتماد على حراثة المساحات الكبيرة بالعزاقة غير مجد وتحتاج لوقت طويل، لافتا إلى أن عدد كبير من المزارعين الذين يملكون مساحات صغيرة سيعكفون هذا الموسم عن زراعة أراضيهم فكثرة الحرائق خلال الصيف الماضي كانت سبباً لعدم حراثة الأراضي ويضاف إليه إرتفاع الأجور .
المزارع علي أمين من قرية المختارية بريف حمص الشمالي بين أن أغلب المساحات في المنطقة تزرع مروية وهذا يزيد من تكاليف الزراعة بالإضافة لإجور الحراثة التي ارتفعت هذا الموسم لحولي 8000 آلاف ليرة للدونم ،أي تصل تكلفة الهكتار فلاحه فقط 80 ألف ليرة سورية عدا عن ثمن البذار والأسمدة ،وأصحاب الجرارات يقولون بأنهم يشترون مادة المازوت بالسعر الحر 300 ليرة سورية ،مطالبا بتحديد أجور سعر فلاحة الدونم من قبل اتحاد الفلاحين لأن ترك الأمور على هذا الحال سيؤدي لأرتفاعها بزيادة الطلب على الحراثة خلال الموسم وسنضطر لدفعها كما يريد أصحاب الجرارات كون زراعة محصول القمح هو المورد الوحيد لأغلب سكان المنطقة .
ولا يختلف حال المزارع أحمد حسن العبود من منطقة تلكلخ عن حال باقي مزارعي المحافظة موضحا أنه المعاناة ذاتها فأصحاب الجرارات هم من يحدد أجور الفلاحه بحجة عدم تأمين مادة المازوت الزراعي ،مضيفا أن الجمعية الفلاحية هذا الموسم فرضت تحميل نسبة من السماد الثلاثي فوسفات عند شراء سماد اليوريا ،لافتا إلى إن بعض أصحاب الجرارات الزراعية يمتنعون عن الفلاحة بأكثر من حجة، عدم تأمين المازوت رغم حصوله على مخصصاته من المادة ،وأعطال وغيرها .
المزارع هيثم اليوسف من منطقة المخرم قال :أن أغلب مزارعي القرية سيعودون للفلاحة القديمة على الحمير والأبقار لحراثة أراضيهم كون المساحات صغيرة وتحت الأشجار المثمرة حتى لو أنها تحتاج لوقت طويل ومجهود أكبر ولأن أغلب الأسر فقيرة ولا تسطيع دفع أجرة حراثة الأرض بالجرارات أو حتى بالعزاقات ،بالإضافة لأسعار البذار المرتفعة حيث حدد سعر الكيلو غرام الواحد من بذار القمح 200 ليرة من مؤسسة الإكثار بالإضافة لإجور الشحن المرتفعة جدا .
فيما كان حديث أصحاب الجرارات أن الجرار يحصل بالشهر غالبا على 150 ليتراً من المازوت ،وهي لا تكفي لعدة أيام فنضطر لشراء المازوت من تجار السوق السوداء وبالسعرالحر بأكثر من 325 ليرة سورية لليتر الواحد ،بالإضافة لإرتفاع أجور الصيانة وقطع التبديل والإطارات للجرارات ،فأغلب الفلاحين لا يضعون هذه المصاريف بالحسبان ويعتبرون الأجور مرتفعة .
منذر صاحب جرار يقول لو أن المحافظة واتحاد الفلاحين يؤمنون لنا المازوت بالسعر المدعوم بـ 185ليرة سورية وخاصة خلال موسم زراعة القمح والشعير ستكون أجور فلاحة الدونم لا تتجاوز 3000 ليرة سورية وكل من يزيد عن التسعيرة المحددة يخالف ويحجز الجرار .
رئيس اتحاد فلاحي حمص يحيى السقا أكد أنه تم مناقشة تحديد أجور ساعة الفلاحه في عدة اجتماعات مع المحافظة ولكن حتى الآن لم يتم تحديدها والسبب عدم قدرة الاتحاد والمحافظة على تأمين الكميات الكافية لعمل الجرارات ،مبينا أن من كل طلب من مادة المازوت وبعد تخصيص 2000 ليتر للدوائر الرسمية يتم تخصيص 30 بالمئة للزراعة و70 بالمئة للتدفئة أي بمعدل 6500 ليتر من كل طلب مازوت ،حيث يتم تخصيص 150 ليتراً لكل جرار ، لافتا إلى إن موضوع المازوت الزراعي مرتبط باللجان الفرعية ومدراء المناطق ، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ قرار جريء بالفترة الماضية بإعطاء 50 ليتراً من مادة المازوت لأصحاب الجرارات الزراعية الذين لم يحصلوا على بطاقة ذكية .
وبين ارتفاع الأجور والحاجة للزراعة تكثر المداولات وتتعدد الأراء وكل يدلوا بدلوه ولكن دون نتيجة تصب في صالح الإنتاج الزراعي بشكل عام،ويبقى المزارع أمام خيارين إما الدفع حسب ماهو معمول به وفق الواقع الحالي أو ترك هذه المهنة والإتجاه نحو أعمال أخرى غالباً مايحصد الفشل فيها والنتيجة النهائية هي تحول الأراضي الزراعية إلى أراض بور ونحن نتطلع لأن يزرع كل متر من الأراضي الزراعية لأننا بحاجة ماسة لكافة المحاصيل وفي مقدمتها القمح…!!!
البعث ميديا || حمص – تحقيق صديق محمد