العميد عابد الثور لـ”البعث ميديا” مبادرة المشاط ورقة الإنقاذ الأخيرة للنظام السعودي.. واتفاق الرياض هش وسخيف
خلال الفترة الماضية شهدت الساحة اليمنية الكثير من التطورات بداية من مبادرة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، والتي اعتبرت بوابة إلى إنهاء العدوان السعودي على اليمن، مروراً بما جرى في المدن الجنوبية ومحاولة قوى العدوان تصوير اتفاق الرياض على أنه البوابة لنشر السلام المزعوم!!، وأخيراً الرد الحاسم من اللجان الشعبية والجيش اليمني على مرتزقة العدوان في محافظة المخا الساحلية.
المحلل السياسي والضابط في الجيش اليمني العميد الركن عابد بن محمد الثور في حوار مع البعث ميديا قال: إن مبادرة الرئيس المشاط صالحة لإنهاء الحرب والعدوان على اليمن بل إنها ورقة للخروج النظام السعودي من المستنقع الذي وقعت فيه في اليمن، وأنا اعتبرها ورقة الإنقاذ الأخيرة للنظام السعودي وبمرور الوقت واستمرار تعنت السعودية واستمرار عدوانها على الشعب اليمني وحصاره ستتقلص فاعلية هذه المبادرة وقد تقوض ولن تكون فاعلة في حال استمرار عدوان التحالف عل اليمن والرد على هذا العدوان بضربة عسكرية نوعية قوية ستكون الأقوى والأعنف منذ بدء العدوان وسيكون خيارنا العسكري حينها مؤلماً إلى درجة قد تفقد السعودية قدرتها على الدفاع أو الحفاظ على حدودها ومقدراتها الاقتصادية وستكون هذه الضربة والعملية كارثية وخيمة على السعودية
وفيما يتعلق باتفاق الرياض بين العميد عابد: هو اتفاق هش ضعيف ليس له أي قيمه لأن أطرافه لا يحملون أي شرعية فكل طرف يمثل اتجاه معادي للجمهورية اليمنية، وهذا الاتفاق لتخفيف الضغط على النظام السعودي من الانتقادات والاهانات التي تلقتها من المجتمع الدولي، فخسارة النظام السعودي في المعركة كانت كبيرة وكارثية فحاولت أن تظهر باتفاق الرياض أنها ما زالت تمتلك القوة السياسية وقادرة على تغيير المواقف رغماً عن أنف الإمارات، فترويج السعودية لهذا الاتفاق لغرض كسب التأييد والمساندة من المواطنين في الجنوب اليمني المحتل ولتحسين صورتها المنهارة في الداخل السعودي ولعل محتوى الاتفاقية من معلومات تشير إلى مساعي السعودية للتمهيد للانفصال وفك الارتباط وإفشال للوحدة اليمنية وتعتبر هذه الاتفاقية باطلة لأنها مخالفة للدستور اليمني وتتعارض مع المواثيق الدولية الداعية للتوحد ونبذ الخلافات والسعي لحل الأزمات بين الأطراف الواحدة بما يضمن بقاء الدولة وعدم انهيارها نحن الآن أمام سيناريو جديد لتجزئة اليمن وإعادته آلة ما قبل 1971 من تناحر رفقاء المقاومة ضد المستعمر البريطاني وحول النضال الوطني والثوري ضد المحتل إلى قتال وتصفية حسابات بين جبهة التحرير والجبهة القومية نحن أمام فشل سعودي إماراتي لإدارة الجنوب.
موضحاً أن ما يحدث اليوم في عدن يعد دليلاً قاطعاً على سخافة اتفاق الرياض وتدني مستوى بنوده وهزليتها وسخريتها من نظام هادي والمجلس الانتقالي ويوضح حجم العمالة والخيانة الوطنية ما يحدث في عدن ينذر بكارثة وحرب أهلية في الجنوب والعودة إلى المربع الأول ولجوء كل طرف إلى مراكز قواه الداخلية لتعزيز تواجده حول عدن والمدن الرئيسية ليفرض حزام أمني جديد ويتسابق كل طرف لتحقيق أكبر قدر من التعبئة الشعبية وتكوين المعسكرات تمهيداً لصراع أقوى ضحيتها المواطن اليمني في المناطق والمحافظات الجنوبية، خاصة وأن الانتقالي أعلن التعبئة العامة ضد هادي وشريعته المزعومة فلم يحدث بين أطراف الارتزاق والعمالة والخيانة أي اتفاق أو انسجام فكل جانب يرى نفسه أنه صاحب الأولوية والحق في التشكيل الحكومي واختيار الوزراء وتسيير شؤون الدولة لقد انكشفت لعبة السعودية والإمارات في أقل من شهر في الجنوب وفي الحقيقة فإن هذا الاتفاق ما هو إلى توزيع أدوار بين السعودية والإمارات لتقسيم الجنوب وتجزئته.
وفيما يتعلق بعملية المخا أوضح العميد عابد بن محمد الثور هي رد على تمادي النظام السعودي بقصفة بالطيران مدن وقرى يمنية وإفراطه باستخدام الطيران ضد الأبرياء والعزل أتت هذه العملية لتؤكد للعالم ولدول تحالف العدوان أن اليمن يمتلك خيارات عسكرية لردع العدو وتدميره ولتؤكد جهوزية القوات المسلحة اليمنية من الجيش واللجان الشعبية وامتلاكها للمبادرة والرد السريع على استمرار جرائم العدوان ولعل اليمن وهي تمتلك القدرة المعلوماتية للحصول على أدق التفاصيل والمعطيات الأولية لتحرك الغزاة والمحتلين والخونة والعملاء وقد أثبتت عملياتنا العسكرية في العمق الاستراتيجي السعودي والإماراتي دلالة ذلك ومستوى تطور القوات المسلحة اليمنية وكفائتها وقدرتها في الميدان ولم تعتبر اليمن انسحاب القوات الإماراتية أو إشاعة تقليص قواتها في المناطق الجنوبية أمرا جادا لأن ما تقوم به في المحافظات الجنوبية يؤكد أن هذه الدولة تحيك مؤامرة دنيئة ضد الوطن وتمزيقة واستخدام أدواتها بشكل إجرامي لتعزيز فرض الهيمنة وممارسة أبشع أنواع الجرائم والاعتقالات التعسفية ضد أبناء المناطق الجنوبية فعملية المخا رد على كل دول التحالف بما فيها الإمارات والسودان والسعودية والمرتزقة ولن يقتصر الرد على قواتهم على أراضي الجمهورية اليمنية فقط وسوف تطال ضربات قواتنا إلى العمق الإماراتي والسعودي بشكل مباشر
أما فيما يتعلق باتفاق استوكهولم وقدرته على الاستمرار في ظل الخرق المستمر من قوى العدوان على الحديدة قال العميد عابد إن اتفاق استوكهولم مهدد بالانهيار مع استمرار خروقات العدوان اليومية منذ 18 ديسمبر 2018م وتعامل المراقبين الأميين بانحياز واضح للطرف الآخر والتزام جانبنا بكل ما ورد في الاتفاقية وعدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاقية استوكهولم ، وقد عبر مارتن غريفث في أكثر من لقاء تقديره للجانب اليمني من صنعاء على تجاوبهم وتنفيذهم لأكثر من 95% من الاتفاقية سواء من إعادة الانتشار للقوات وتسليم الموانئ اليمنية للإشراف الأممي والموافقة على توريد الموارد المالية للبنك المركزي المتفق عليه وكذالك تبادل الأسرى ولم يتجاوب الطرف الآخر ولعل الخروقات اليومية والتعزيزات العسكرية التي تقيمها السعودية وقوات المرتزقة تشير إلى مساعي سعودي إماراتية لإفشال عملية السلام ولعل العملية البحرية مؤخرا من حجز عدد من السفن والقطع البحرية الحربية وواحدة منها سعودية وإجبارها على التحرك إلى أقرب ميناء يمني تسيطر عليه قواتنا لإخضاعها للإجراءات العسكرية والقانونية اللازمة اتجاه ما قامت به هذه السفن من اختراق لمياهنا الإقليمية في البحر الأحمر وهي رسالة قوية لدول تحالف العدوان أن استمرار الخروقات سيقوض عملية السلام وستزيد من معانات الشعب اليمني ولن تقف القوات المسلحة اليمنية مكتوفي الأيدي وستىرد بعمليات نوعية وحساسة على كل عملية عسكرية تنفذها قوى العدوان.
البعث ميديا|| حوار عبر الانترنت – سنان حسن