لتساعدنا موسكو في حل أزمة كوسوفو مثلما فعلت في سورية؟!
نشر موقع “بوليفارد فولتير” الفرنسي مقالا مهما قارن فيه بين دور روسيا كحليفة لسورية في محاربة الإرهاب وبين دور الغرب وخصوصا الولايات المتحدة مدعومة بحلف الناتو في البوسنة والهرسك، طارحا فكرة مساعدة موسكو في حل أزمة كوسوفو.
تحقق روسيا إنجازا مهما في سورية في طريق انهاء الحرب في سورية، صحيح أن الطريق لايزال طويلا قبل عودة السلام، لكن من المهم أن نفهم ونرى كيف تتعارض وتختلف السياستان الروسية والأمريكية في إدارة الصراعات.
ولنقارن بين دور موسكو في سورية حاليا وبين تدخل واشنطن في يوغوسلافيا في التسعينيات من القرن الماضي.
تدخلت روسيا في سورية، بطلب من الرئيس بشار الأسد، الرئيس الشرعي للبلاد دون أن تنتهك قانون دولي، بينما على النقيض التام، أقدم الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي بقصف يوغوسلافيا في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة واتفاق هلسنكي.
تساعد روسيا الجيش العربي السوري على القضاء على الإرهاب والتطرف من أجل السلام والعيش المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب، وعل العكس من ذلك فرّ المسيحيون في كوسوفو بعد احتلال الناتو لبلادهم، فلقد فضل الناتو المتطرفين ودعمهم مثل علي عزت بيغوفيتش الذي قال “لا يوجد سلام أو تعايش بين الدين الإسلامي والمؤسسات الاجتماعية والسياسية غير الإسلامية”.
التدخل غير المشروع لحلف الناتو في يوغوسلافيا، عدا عن تدمير البنى التحتية للبلاد، خلق عدائية بين أبناء الشعب الواحد، كما تسبب في خلق منطقة غير مستقرة في وسط أوروبا، لكن دور روسيا في سورية، ساعد الدولة السورية في حماية سيادة القانون وتعزيز الاستقرار في المنطقة، إضافة الى دورها المهم في الحوار بين السوريين بمختلف انتماءاتهم بما فيها موضوع الدستور برعاية أممية.
تجدر الإشارة أيضا إلى اللقاءات الروسية مع جيران سورية والدول المؤثرة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.
على المقلب الآخر، وبعد 20 سنة من تدخل الناتو في صربيا، تبقى مشكلة كوسوفو قائمة، فكوسوفو واحدة من أفقر المناطق في أوروبا فهي العمود الفقري للتطرف والجريمة المنظمة فيها، وهنا علينا التشديد على أن سياسة الولايات المتحدة في إدارة الصراع فيها كان فاشلا، ولقد تأكد لدى دونالد ترامب أنه عليه الانسحاب من سورية وانهاء تدخلها وعدوانها عليها، ولقد حان الوقت لكي يفعل الشيء نفسه في البلقان، ومع نجاح دور روسيا في سورية، من المهم أن تتدخل روسيا كوسيط في حل أزمة كوسوفو، لحماية أمن البلقان وأوروبا عموما وبطبيعة الحال لإيجاد حل سلمي عادل ودائم لهذه الازمة الطويلة الامد.
البعث ميديا – ترجمة: سلوى حفظ الله