الجبار العربي … طب بعيد عن الأجهزة والمعدّات
المجبّر العربي مهنةٌ قلّما نسمع عنها هذه الأيّام، إلّا أنّها كانت من أفضل أنواع الطبابة وتجبير الكسور في الزمن الماضي.
الشيخ أبو إياد والذي توارث هذه المهنة عن والده لم يتوقف عن ممارستها إيماناً منه بأنّها تضاهي الكثير من العمليات، موضحاً أنّه يعتمد على الفحص الحسيّ “أي اللّمس” لتحديد مكان الإصابة وذلك بالاعتماد على الخبرة التي استقاها من والده ، إضافةً إلى عمله في المهنة لسنواتٍ طويلة الأمر الذي ساعده على تحديد الإصابة بشكل دقيق في كثيرٍ من الحالات.
وبيّن الشيخ أبو إياد في حديث مع “البعث ميديا” أنّ الأدوات التي يستخدمها في عمله بسيطة ومتوفرة محليّاً، إذ أنه يقوم بصنع زيت الطّيون بنفسه منزلياً، إضافةً إلى استخدام خلطة مكوّنة من الطحين الأسمر والخلّ والملح لعمل الجبيرة وهذا في حالة الرّضوض والتواء المفاصل، أمّا بالنسبة للكسور فيتم تثبيت الطرف المكسور بقطع الخشب وخيطان الصوف ويترك الكسر إلى أن يُجبر، وأضاف أيضاً إلى أن بعض المجبّرين قد تجاوزوا الفحص الحسيّ ليعتمدوا على الصور الشعاعيّة لمعالجة بعض أنواع الكسور بشكلٍ دقيق.
يذكر أنّ الشيخ أبو إياد يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاماً دون أن يتقاضى أي أجور ماليّة لقاء ما يقوم به، معبّراّ عن ذلك بقوله: إنها مهنة إنسانيّة و”حسنةٌ لوجه الله تعالى”.
ويرى الكثير من الناس في الجبار العربيّ توفيراً للعناء والمشقّة، وبديلا ناجعاً عن الطبّ في كثيرٍ من الأحيان، ويعزون ذلك إلى الخبرة التي يتمتع بها هؤلاء المجبّرون.
في وقتٍ تعتبر فيه هكذا نوع من المهن واقفةُ على حافّة الزّوال، يبقى السّؤال:هل سنرى المجبّر العربيّ بعد عشراتِ السنين؟
البعث ميديا || السويداء – آية كيوان