الحكاية التراثية وعناصر أخرى في “شمال شرق النسر”
وظّف المخرج عصام الداهوك حكاية من التراث الحكائي الشفوي في الشمال السوري في إيضاح المضمون والهدف من فيلمه القصير” شمال شرق النسر” وتسرد الحكاية حكاية الناس حينما تتشوش الرؤى لديهم، فيعلو سؤال ” وين نصد” أي أين نتجه؟؟
وتأتي الإجابة في الحكاية حينما يعمل الأشخاص بنصيحة حكيمهم، وينيخون أربع نوق بحيث تتجه كل ناقة إلى جهة، والناقة التي في صبيحة اليوم التالي يغمر غرّتها الندى فهي التي تحدد الاتجاه الصحيح، وحدها الناقة التي تتجه جنوباً جهة دمشق تندى غرتها ” تعالوا ديرة عمار” أي إن البوصلة تؤشر إلى دمشق.
ويركز المخرج ضمن مسار الفيلم على مقولة: نريد طريق دمشق ولا نريد طريقاً سواه ولو كان يفضي إلى قرطبة.
في المشهدية البصرية تظهر آثار النوارس على النهر والمجداف المكسور على ضفاف الفرات، ويعلو الغناء، ” أمشي وأقول وصلت والقنطرة بعيدة”.
الحكاية التراثية تتوازى مع الخط الدرامي ضمن مسار الفيلم القصير الذي يحكي عن محاولات أعداء أمتنا تعزيز فكرة تقسيم سورية بمباشرة فنية.
وتكتمل المشهدية البصرية ببعض اللوحات الراقصة، مما أثار سؤالي المخرج الداهوك عن المشهدية البصرية التي توحي بتقارب بمشهدية مسرحية فيوضح في حديثه للبعث ميديا: نعم السرد البصري والحكاية الشفهية والغناء والرقص التعبيري والمشاهد الدرامية في علاقة مضفورة في جديلة واحدة لتحقيق الأغراض الفنية والجمالية، لقد استثمرنا الحكاية وجماليات الصورة وجرس الموسيقا الحيّة ودرامية المشهد المسرحي وألق الرقص.
الفيلم سيناريو وحوار فرحان ريدان وتمثيل فرحان ريدان وطارق نخلة ورفعت الهادي ومصطفى جماد وتيسير العباس وعلاء الحسنية مونتاج ثائر حذيفة وإنتاج فريق العمل، ومن المتوقع أن يعرض في فعاليات سينمائية في محافظة السويداء مكان التصوير.
ملده شويكاني