المتحف الوطني بحلب
يعد متحف حلب الوطني أحد أهم المتاحف في سورية والعالم، حيث تضم أجنحته أهم اللقى الأثرية في العالم، تأسس في العام 1931، ليضم في الأصل الآثار التي اكتشفت من مختلف المحافظات السورية، تُزيَّن واجهته بنسخة من واجهة القصر الملكي في “تل حلف”، والتي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، ولعدم اتساعه للآثار التي اكتشفت فيما بعد، تقرر هدم البناء القديم وبناء متحف جديد وحديث في العام 1966، وهو المتحف الحالي.
عند مدخل المتحف، ثمة ما يشدك بشغف لتجول في أقسامه وأجزائه، لتستذكر حقبا تاريخية قديمة صنعت التاريخ والحضارة، تُمثلها آثار فريدة وتماثيل ولقى نادرة من حضارات وثقافات متعاقبة على سورية، كما يتميز عن غيره من متاحف العالم بأن جميع مقتنياته سورية بامتياز، وهي قطع أصلية وحقيقية وليست نسخا عن الأصلية.
وكان المتحف يقوم بدوره في استقبال الزوار من كافة أنحاء العالم لمشاهدة معروضاته والتعرف عليها، وعلى ما تحمل كل تحفة من قصة تاريخية عن حضارة هذا البلد العظيم التي اختصرها المتحف في أقسامه الخمسة: آثار ما قبل التاريخ، والآثار السورية القديمة “الشرق القديم”، والآثار الكلاسيكية، والآثار الإسلامية، والفن الحديث، كما كان يعرض أكثر من عشرين ألف قطعة أثرية، إضافة إلى القطع الموجودة في المستودعات والتي تشكل مع القطع المعروضة أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية.
ونتيجة الحرب الإرهابية على مدينة حلب 2012، تم إيقاف العرض وإغلاق المتحف بشكل نهائي كونه يقع في منطقة خطرة على خط التماس مع المجموعات الإرهابية المسلحة، وتعرض للكثير من الأضرار نتيجة استهدافه بعدد كبير من القذائف الإرهابية.
وحفاظا على آثار المتحف من النهب والتدمير قامت الجهات المختصة بجمع القطع الأثرية وتخزينها في صناديق خشبية ومن ثم تم نقل قسم منها الى جامعة حلب في مرحلة أولى، ونقل أمهات القطع إلى دمشق، أما القطع الكبيرة، كواجهة المتحف والقطع الموجودة في الحداثق والتماثيل الموجودة في قاعة تل حلف، فقد تم تأمينها بمكانها من خلال تغليفها ووضعها في صناديق خشبية.
بعد انتهاء الحرب على مدينة حلب تبين أن المتحف تعرض لأضرار كبيرة في بنيته الإنشائية والتحتية، فبدأ العمل بحصر الأضرار والمباشرة بأعمال التأهيل وإعادة الترميم، وتم تأهيل قاعتين فقط، وتم افتتاح المتحف في 24 تشرين الأول 2019، وشكل ذلك حدثاً مهماً، ورافقته ندوة علمية ثقافية حضرها علماء الآثار الذين شاركوا في بعثات التنقيب في سورية، ومنهم باولو ماتييه مكتشف مدينة إيبلا الأثرية، وكاي كولماير مكتشف معبد إله الطقس “حدد” في قلعة حلب، إضافة إلى مختصيين وخبراء ومهتمين آثاريين وتاريخيين.
وتخطط مديرية الآثار والمتاحف في حلب للعمل على إعادة تأهيل وتجهيز باقي أقسام المتحف، وعرض باقي اللقى والقطع التي كانت معروضة قبل الأزمة، والعمل على الترويج له لإعادة استقطاب الزائرين من داخل مدينة حلب وخارجها، وكذلك السائحين الأجانب.
إعداد: ابتسام جديد
تصميم الانفوغراف: ريم حسن