خلدون بو حمدان و”إيقاعات” تعزف معاناة الناس بأسلوب عفوي
أطلق الفنان التشكيلي خلدون بوحمدان على معرضه المقام في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة- “إيقاعات” لأنه يشبه ألحان الموسيقا التي باحت بمعاناة الناس أثناء سنوات الحرب وما تبعته من انعكاسات، وامتدت لوحاته الإيقاعية لتجسد عذابات المرأة السورية.
وفي مواضع عاد بذاكرته إلى ومضات من تفاصيل تراثنا اللامادي كما في لوحة المقهى والنارجيلة والزي الشعبي للرجال، ولوحة الحمامات الدمشقية، وانتقل بريشته إلى ملامح المرأة الريفية وارتباطها بطبق القش.
وبقي محور المقاومة هو الهدف فبدا بلوحة محمود درويش التي خطّ بها بو حمدان قصيدة سقط القناع: “حاصر حصارك لامفر اضرب عدوك لامفر” ووصف خلدون بوحمدان أسلوبه بالتعبيري العفوي رغم ميل بعض اللوحات إلى الأسلوب التعبيري التجريدي.
وأوضح في حديثه للبعث ميديا بأن التباين باللوحات يعود إلى فنّه الفطري البعيد عن النقل والتقليد والمعبّرعن إحساسه بالآخرين، فمن خلال الإيماءات التي تتولد عن أحاسيسه يبني عليها مضمون اللوحة، لذلك لا تخضع اللوحات لنمط واحد، وإنما للأجواء المحيطة فبعض اللوحات تحكي عن الحرب الإرهابية كما في لوحة الأقطاب الكونية التي تآمرت على سورية للتخريب والدمار والقتل، وانسحبت أخرى لتسرد بصرياً هموم المواطن الاقتصادية والحياتية مثل الحيتان المتموضعة بأعلى اللوحة التي ترمز إلى تجار الأزمات وارتفاع سعر الدولار وصراع صغار الكسبة مع الواقع من أجل البقاء.
وتوقفتُ معه حول لوحة أرض الملح التي تتضمن مجموعة نسوة تحملن الملح بسلال القش بدلالة رمزية إلى الصبر وقوة احتمال المرأة السورية، وتحمل أيضاً رسالة بوحمدان لحماية المرأة من ممارسة الأعمال المجهدة والمتعبة وتخفيف أعباء الحياة عنها وهي تمنحنا الحياة والسعادة والحب.
وبدا الإيقاع الموسيقي الحيوي والصاخب بلوحة إيقاعات المتميزة بالكثافات اللونية الممتزجة في فضاء اللوحة لتتكامل مع الهياكل الجمعية للنساء اللواتي تمضين مع مسيرة الحياة.
ورأى بوحمدان أن فنّه بعيد عن مفهوم التشكيل الشعبي وينتمي فقط إلى ما أسماه بالفن الفطري العفوي.
افتتحت مديرة المركز السيدة رباب أحمد المعرض بحضور عدد من الفنانين والمهتمين.
البعث ميديا || ملده شويكاني