ريم قبطان تنثر قارورة عطر بفنّ المنمنمات
” هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عشق؟؟” كلمات نزار قباني الموشاة برسومات وزخارف وقارورة العطر الحمراء بريشة الفنانة التشكيلية ريم قبطان التي نثرت شذى العطر والحب على جدران المركز الثقافي العربي –أبو رمانة – في معرضها المقام حالياً.
والذي ازدان بكلمات العشق المستوحاة من شاعرنا نزار قباني بشكل خاص لتكون منمنماتها هدية لكل العشاق في عيد الحب:
فتألقت قصيدته إلى تلميذة مع الورود الحمراء والزخرفات بلوحة”
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محال”
ومن أدبنا العربي القديم كما في لوحة الخيل وشعر المتنبي:
” الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم”
ولم تقتصر منمنماتها على الشعر إذ وجدت في مفردات تراثنا اللامادي الدمشقي المعبّر عن بيئتنا وتاريخنا الكثير من الأفكار سواء بالرسومات أم بالرمزيات أو الأناشيد، كما في لوحة النافذة الدمشقية المزركشة والمحاطة بالقناديل والعرائش:
” يا سريري يا شرشف أمي يا عصافير يا شذى غصون”
وأعادت إلى الذاكرة الحنين من خلال رسوماتها ومضات من البيت الدمشقي وما يحفل بداخله من كنوز .
كما استلهمت من روح الرسومات والأدب الفارسي مقتطفات رائعة بكتابتها باللغتين العربية والفارسية كما في لوحة ” روحه روحي وروحي روحه” المحاطة بالزخارف الوردية.
كما ذكرت الفنانة ريم قبطان في حديثها للبعث ميديا فإن فن” المينتور” أو فن المنمنمات الدقيقة يشتغل بفراش دقيقة جداً، ويدخل ضمن مسار هذا الفن التوشيح ببعض الخطوط أو أبيات الشعر العربي، إضافة إلى التشكيلات الشرقية، فهو مزيج بين الخط والزخرفة بالوحدات التقليدية الزخرفية مع الرسومات.
واستخدمت أنواعاً مختلفة من الخطوط منها الديواني مع التعليق باللغة الفارسية ضمن تشكيلية زخرفية لونية بأحبار إيرانية.
أما الأوراق كانت منوعة، فبعضها ورق آبرو الملون، إضافة إلى الكرتون الذي صبغته بطرق متعددة سواء بالحبر أو بألوان مائية وفق طبيعة كل لوحة.
وامتاز المعرض بالانسجام اللوني بين لون الخطوط والزخارف ولون الخلفية.
افتتح المعرض المستشار الثقافي الإيراني أبو الفضل صالحي نيا في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق والأستاذ وسيم المبيض مدير ثقافة دمشق والسيدة رباب أحمد وعدد من الفنانين والمهتمين.
ملده شويكاني