ضرورة وجود الأب في الأسرة
خطأ كبير أن تتحمل الأم، مسئولية رعاية الأبناء وحدها، وانشغال الأب بلقمة العيش وتوفير الحياة الآمنة للأسرة لا يبرر أهمية وجوده في مراحل تربية الطفل، وما يقدمه في بناء شخصيته بشكل متوازن، وهنا سنتحدث عن أهمية وضرورة وجود الأب في الأسرة:
التكامل الأسري:
وجود الأب يعني الحماية والرعاية والقدوة والسلطة والتكامل الأسري بشكل يختلف عما يجده الأبناء عند الأم، بالتواصل ومحاولة التقرب من الابن، الأدوار التي يقوم بها كل من الأب والأم مهمة جداً في الإنماء التربوي للطفل رغم اختلافهما.
مهمة الأب ينبغي ألا تقتصر على تأمين المسكن والملبس والمصاريف ورسم صورة الأب كديكتاتور متسلط حازم في كل شيء؛ حيث إن مشاركة الأب في التربية والاهتمام بالأبناء ومصادقتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم يحقق التوازن الأسري.
إرشاد الأبناء والتفاعل معهم:
دور الأب إرشاد أبنائه وتقويمهم واستخدام الشدة والحزم مع الابن إلى جانب الرفق والتسامح معه، وجود الأب يمثل نوعاً من الحوار الرادع. يجعل أبناءه على حذر من الوقوع في الخطأ؛ بالتقرب منهم وتمضية الوقت الكافي معهم. وتعويدهم على أسلوب الحوار والنقاش.
تفاعل الأب مع أبنائه يمنحهم الإحساس بوجود الصدر الحنون الذي يلجؤون إليه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم. وبهذا يبعد عنهم مشكلة الضياع، وعليه أن يكون عالماً ومدركاً لكل قرار يتخذه الأبناء في غيبته.
الأب قدوة للأبناء:
تعدد مسئولية الأب خارج المنزل لا يعفيه من مسئوليته الأسرية التي لا تقل أهمية؛ حيث يجب أن يكون نموذجاً وقدوة لأبنائه؛ حتى يسهل عليهم تقليد السلوك الجيد في حياتهم بدلاً من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يرونها.
الأب في نظر أبنائه شيء مثالي، هو البطل الذي يقلدونه في كل شيء. حركاته، تصرفاته، تواضعه، أمانيه وطموحاته، والأب الذي له وجود واضح وسليم معنوياً ومادياً في حياة أسرته وأبنائه يمكنه منع الكثير من معوقات النمو وانحرافاته عنهم.
تنمية قدرات الطفل:
الأبناء بحاجة إلى أن يلقوا التشجيع ويطمئنوا إلى الموافقة والقبول من أبيهم؛ كي ينعموا بحياة فيها الشجاعة والتعاون، تقدير الأب خليق بأن ينبه داخل الطفل خير ما عنده، وأن يبعث لديه الحماس للقيام بخير ما يستطيع.
قدرات الطفل تنمو على التشجيع وتخمد باللوم والتثبيط، وكلمة التشجيع التي يحظى بها من أبيه متى أعطيت في حينها فهي الحجر الأساسي في تكوين الثقة بالنفس التي تدفعه للتحلي بالشجاعة والعزم والاتزان. ليصبح فيما بعد الشخصية الخلاقة.
تعليم الطفل احترام الغير:
دور الأب أن يعطي أبناءه في حديث قصير إيضاحاً لمدلول السلوك المنضبط. والطفل كائن منطقي معتدل يستجيب إذا لقي الاحترام وعومل على مستوى إنسانيته، أما المعاملة على أساس الأمر والنهي والعقاب فإنها تثير الكثير من الهم والقلق والعدوان وصورة للأب كمتسلط باطش غاشم.
الأب وحده قادر على أن ينشئ ابنه على احترام الغير وحقوقهم ومعتقداتهم؛ ليساعده على أن يطل على الحياة من أفق واسع، وأن ينظر إلى مشاكلها ومسائلها بعين موضوعية متحررة من آثار التحيز والهوى، وقادر أيضاً على أن يعلم طفله كيف يختلف مع غيره في الرأي ثم يبقى على احترامه إياه.