المنصات التربوية بعيدة عن طلبة الأرياف وأغفلت خبرات الجامعات
لم تساهم المنصة التربوية التي أطلقتها وزارة التربية لتعويض نقص المعلومات لدى الطلبة، في كبح انتشار واستغلال “تجار” الدروس الخصوصية، لاسيما طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في وقت بدأت تتكشف الأخطاء والعقبات لهذه الخطوة الحديثة ومنها غياب دمج الخبرات في الجامعات وعدم الاستفادة منها، حيث تؤمن هذه المنصات ملتقى للحوار والنقاش وتبادل الخبرات بين الطلاب والقائمين على العملية التعليمية من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال الحديثة.
ومع انطلاق هذه الخدمة ظهرت بعض المشاكل من ناحية عدم الإعلان عنها بشكل جيد، مما نتج عدم وصولها إلى كل الطلبة وحتى عدم السماع بها، فضلاً عن عدم مراعاة بعض المناطق ولا سيما الأرياف البعيدة التي تعاني من نقص خدمات الانترنت السلكي على عكس المدن، في وقت يحلم أساتذة بأجور تناسب حياتهم ووضعهم المعيشي.
وسجلت المنصة بعض الإيجابيات منها المساهمة في تحضير الطلبة للامتحانات، وتمنحهم الفرصة في تعميق الفهم للمادة التعليمية حسب الوقت الذي يناسبهم، وتساهم في تعليم الطلاب ذاتيا بجانب أنها تيسر التعلم للفئات الخاصة والمتغيبين لظروف قاهرة، وتعطي فرصة التعليم لمن يقيم في مناطق بعيدة ومعزولة، فهي تساعد الجميع على مراجعة ومتابعة الدروس، كما تستفيد هذه المنصات من خدمات الأساتذة المتقاعدين ذوي الكفاءة والخبرة وتشجع الطلبة والأساتذة على تبادل الدعم والمشورة بينهم، وتساعد على سهولة الوصول إلى المعلومة في أي وقت، وكذلك توفر المادة العلمية والتعليمية في أي مكان وزمان، من خلال التواصل مع المعلم بشكل مستمر، مع التشجيع على البحث الدائم، والاستغناء عن المدرسين الخصوصيين مما يوفر الكثير من المال عن الأهالي الذين أثقلوا بمتطلبات الحياة في هذه الظروف.
أما السلبيات بحسب أهالي الطلاب والمعلمين في المدارس الذين بينوا لـ”البعث ميديا ” غياب الدعم الحقيقي من المؤسسات التربوية، وعدم مقدرة الطلاب معرفة خطوات الدخول للمنصة واستخدامها، وقلة الكفاءات التي تهتم بتطوير التعليم والشرح عنها بشكل كافي، وغياب ثقافة التطوع والمبادرة من أجل إنتاج مواد تعليمية مجانية، وذلك من خلال فقدان الجانب الاجتماعي للتعلم، وضعف التفاعل المباشر مع المعلم وغياب دوره الحقيقي، عدم توفر الإنترنت في بعض المناطق وضعفه في مناطق أخرى، إضافة إلى حاجتها إلى بنية تحتية مناسبة ضمن المدارس، و خفض مستوى الإبداع والابتكار في إجابات الامتحانات.
هذا بالإضافة الى وجود عدد كبير من المعلمين الحالين غير القادرين على استخدام التقنية الرقمية بطريقة تمكنهم من التعامل معها، فهم يحتاجون إلى دورات مكثفة لمساعدتهم، و فقدان العامل الإنساني في العملية التعليمية وغياب الحوار والنقاش الفعال، حيث أن العديد من الطلاب غير قادرين على التعبير عن أفكارهم كتابيًا، ويحتاجون إلى التواصل الشفهي المباشر للتعبير، بالإضافة إلى أن الأجور التي يتقاضاها المدرسين قليلة جداً وتحتاج إلى إعادة النظر فيها.
واقترح بعض الأساتذة عقد ندوات تهتم بالشرح عن المنصة التربوية، و تستهدف الطلاب وأهاليهم، وتسهيل عمل المنصة من خلال إيجاد تطبيق يحمل على الهاتف الخليوي مما يسهل الدخول إلى المنصة بشكل غير معقد.
المشرف الفني على المنصة محمود حامد أوضح أن الغاية من المنصات التربوية بناء محتوى رقمي عربي من خلال منهج إثرائي ومن خلال الجلسات المصورة والإجابة ممكن أن يستفيد منه طالب آخر وممكن أن يتوسع في الإجابة أكثر، و في حال أراد الطالب أن يسأل فعليه تسجيل الدخول وذلك حرصاً على سلامة الموقع أولاً وحرصاً على أرشفة أسئلة الطالب، وأثناء البث المباشر ممكن أن يسأل الطالب عن موضوع ما مثل الجلسات الامتحانية، أو من خلال عناوين السكايب والبريد الالكتروني الذي يمكن الطالب من الاطلاع على جميع الأسئلة المطروحة التي تفيده وكذلك وجود المناهج الإثرائية.
وأضاف حامد: لكي نسهّل على الطلاب بعض الخطوات وضعنا فلتر بحيث نبحث عن مواضيع اللغة العربية لمرحلة دراسية معينة كاللغة العربية، ووضعنا الآن المنصة التفاعلية التي تتيح للطالب ممارسة الأنشطة التفاعلية من المنزل من خلال جواله أو حاسبه الشخصي، كما يوجد قسم اسأل سؤال من خلال السكايب وسائل التواصل الاجتماعي، يتم بإضافة السؤال للموقع ومن ثم يتم الإجابة عليها من قبل الخبراء الذين ألفوا المناهج للطلاب والمعلمين، علماً أنه يتم التنسيق مع مديرية تربية دمشق ضمن جدول زمني، حيث يتم إعطاء 10 دروس يومياً وهذا متفوق على مستوى المحتوى الرقمي العربي.
ولم يخف حامد وجود ضعف في التكنولوجيا والبث بدقة بشكل عادي لتصل لجميع الناس، فهناك فكرة ولا زالت قائمة للنشر في التلفزيون والنشر الالكتروني مختلف ويمكن التحكم بها، حيث أن 93 % من ال IP السوري يتابعونا 8% الطلاب من بقية بلدان العالم، ولدينا نسب المشاهدات ومجمل المشاهدات فاقت 10 مليون، إضافة إلى 4000 معدل الدخول اليومي، و71% في منصة التعلم المبكر هن إناث و29 % ذكور، وهناك ال KG3 انتهينا من تصويره و 50% من ال KG2 مع نهاية الفصل الأول.
ويكمل حامد بقوله: سننتهي من الـ 50% في نهاية الفصل الثاني، كما أتحنا آلية التواصل من خلال الأمهات و أتحنا الإجابة من خلال خبراء تربويين عن مشاكل الطفولة، واليوم لدينا المحطة ثلاثية الأبعاد، مبينا أن عدد المتابعين للمنصة 4000 زيارة يومياً، ومنصة دمشق 1400 زيارة يومياً و1700 زيارة لمنصة التعلم المبكر وزادت 517% تقريباً خلال ال3 أشهر الأخيرة.
البعث ميديا – فداء شاهين