تجارب أنثوية -3- استقطاب النحت والتركيز على الكادر
الباب الموارب والدهليز المعتم الطويل الموصل إلى فناء البيت الدمشقي القديم كان ضمن عناصر إحدى لوحات التصوير الضوئي التي تقرأ بإيحاءاتها المباشرة والعميقة المشاركة في معرض” تجارب أنثوية3 ” المقام في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- ويجمع بين التشكيل والتصوير والخزف والأشغال اليدوية والخط والضغط على النحاس، إضافة إلى المنحوتات الصغيرة التي عبّرت بتكويناتها عن الحنان الأنثوي.
وترى المشاركة للمرة الأولى مع فريق العمل منيرة النبواني أن هدفها بالتصوير الضوئي هو البحث عن الجمال في الطبيعة باختيار اللقطة دون أية إضافات، وإنها عملت على اقتطاع جزء من اللقطة التي تصورها خلال مسيرها بالأماكن الطبيعية مع فريق دروب سورية الرياضي وفريق سورية سيراً، وركزت على لقطة تثير انتباه الزائر إلى الطبيعة الأم بتصوير صباريات صغيرة خضراء يانعة منبثقة من قلب جذع شجرة كبيرة تحيط بها وريقات زهرة وردية منفصلة عنها تحيط بها الطحالب متنوعة بين درجات الأخضر والأسود على ضفاف نهر بيسان في حلبون.
أما في لوحتها الثانية فتعانقت تراكمات الثلج في مرتفعات بلودان مع الغيوم السابحة.
وشغلت الخزفيات حيزاً من المعرض بأشكال مختلفة بين جرار وأوان اتصفت بجمالية الأكسدة اللونية.
وتحدثت المشاركة لينا القابسي للمرة الثانية بالرسم والزخرفة بالألوان بما يشبه القيشاني بشكل مبسط وفيها تحديد بالأسود، وعملت على الدمج بين الألوان ليس بالطريقة اليدوية وإنما بالبخ لأن ألوان الخزف تتأكسد نتيجة الحرارة.
المشرفة على معرض تجارب أنثوية منذ نسخته الأولى حتى النسخة الثالثة الحالية الأستاذة ذكاء عزت الكحال نوّهت أنها نسقت للمعرض ولم يتم تدريب المشاركات، فكل مشاركة لها مسارها الفني وتجربتها الخاصة، وتابعت بأنه في كل عام يتم إدخال فن جديد فبدأ تجارب أنثوية مع الخط والتصوير الضوئي والتشكيل والأشغال اليدوية، وفي المعرض الثاني أدخلنا الخزف وفي المعرض الحالي أضفنا النحت بقوالب من البرونز والريزين، وأعربت عن سعادتها بما قدمته جميع المشاركات وتوقفت عند اللقطات الإنسانية الواخزة التي تومئ بقضايا اجتماعية وإنسانية من خلال التصوير الضوئي.
والأهم بأن بعض المشاركات كنّ فقط هاويات صورنّ بكاميرا الجوال إلا أنهن تتقنّ فن لقطة الكادر، والمقصود بالكادر هو القدرة على التقاط الصورة بتحديد الكادر بتوزيع الكتل والإضاءة وربما كنت السبب بتشجيعهن على المشاركة. كما أثنت على دمج بعض المشاركات من ذوي الاحتياجات الخاصة لأهمية الدمج الفعّال مع المجتمع، وأشادت بتجربة الفنانة التشكيلية دعاء بسطاطي المشاركة منذ المعرض الأول وتتميز بالرسم بالطريقة العكسية على الزجاج واستخدام الذاكرة في الأشكال والألوان.
افتتح المعرض مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض والسيدة رباب أحمد بحضور عدد من الفنانين والمهتمين.
البعث ميديا || دمشق – ملده شويكاني