حلم قد لا يتحقق في إنكلترا ومنافسة محسومة في إسبانيا
تأثرت الرياضة وعشاقها أكثر من غيرها بتفشي وباء كورونا بعد إلغاء بعض البلدان المتأثرة بالفايروس لكافة نشاطاتها الرياضية حتى إشعار آخر، إضافة لتأجيل بلدان أخرى مهددة بالكورونا لنشاطاتها الرياضية لما بعد شهر، كلّ هذا ليس سوى بداية المخاوف نتيجة الانتشار السريع للفيروس في أوروبا، فأكبرها هو المتعلق بأكبر حدث رياضي في القارة العجوز لهذا العام وهو كأس الأمم الأوروبية، البطولة التي ستقام في حزيران القادم وإذا ما استمر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإيقاف كافة مسابقاته دون تحديد موعد آخر لها أو إيجاد حل جيد، ستكون الخطوة القادمة تأجيل التصفيات المؤهلة لمونديال 2020، ومن ثمّ البطولة التي تقام كل أربع سنوات بأفضل الأحوال.
إذاً معشوقة الجماهير هي المتأثر الأكثر مباشرة بهذا الوباء، وأول التأثيرات كان على الكالتشيو (الدوري الإيطالي) حيث منع الجمهور بداية من حضور المباريات وأجلت أخرى ليوقف الدوري في النهاية، القرار الذي اتخذ يوم 9 آذار الجاري، أوضح أنه تم تعليق كافة الأنشطة الرياضية في البلاد، بما فيها الدوري الإيطالي، حتى 3 نيسان المقبل، وإن كان هذا الموعد يتوقع ألا يستأنف فيه النشاط الكروي، خاصة مع استمرار تزايد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد، ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسبانيا، قررت رابطة الدوري الإسباني بالاتفاق مع اتحاد الكرة في البلاد، تعليق منافسات الدوري المحلي لحين إشعار آخر، ودون تحديد موعد لعودتها، القرار اتخذ بعدما كان تقرر، في وقت سابق، إقامة مباريات المسابقة بدون جماهير، ولكن تم تغييره إلى التأجيل لأجل غير مسمى، مع تزايد حالات الإصابة، فضلا عن إعلان نادي ريال مدريد وضع جميع لاعبيه وأجهزته الفنية تحت حجر صحي ذاتي، بسبب إصابة أحد لاعبي فريق كرة السلة بكورونا.
وقررت رابطة الدوري الفرنسي يوم الجمعة الماضي، تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى، رغم اتخاذ قرار في وقت سابق باقتصار الحضور الجماهيري في المباريات على 1000 مشجع، على الرغم من عدم وجود أي إصابة مباشرة تتعلق بالفرق المشاركة في الدوري الفرنسي، أما في إنكلترا، فقد أعلنت رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز عن تأجيل مباريات المسابقة حتى يوم 4 نيسان المقبل، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، وجاء القرار بعدما أثبتت الفحوصات الطبية إصابة عدد من العناصر التي تنشط في المسابقة بالفيروس، وفي آخر الدوريات الخمس الكبرى، البوندس ليغا، فقرر الاتحاد اللماني لكرة القدم إيقاف المنافسات اعتبارا من اليوم وحتى 2 نيسان المقبل، رغم وجود اقتراح بإقامة مباريات الجولة 26 من الدوري الألماني بدون حضور الجماهير هذا الأسبوع، على أن يبدأ تأجيل فعاليات المسابقة من يوم الثلاثاء المقبل.
نأتي إلى القرارات الأهم في حال استمرت الاتحادات بتأجيلاتها أو إيقاف نشاطاتها، ماذا سيحلّ بالدرع؟ ومن سيتوج به؟ وهل يوجد نصّ يمكن الاستناد عليه بمثل هذه الحالات؟ أسئلة باتت في أذهان كل محبي الساحرة المستديرة وخاصة الكرة الأوروبية، وهنا سنجيب عن سيناريوهين ربما ينطبقان على غيرهما أو يقربان الصورة على الأقل لما يمكن أن يحدث، الأول متعلق بالليغا، حيث تنص المادة 188 من لوائح وقواعد الاتحاد الإسباني لكرة القدم على قوانين إلغاء الليغا لسبب “قاهر” بأن هناك خيارين لتتويج البطل: إما المتصدر في جدول ترتيب البطولة عند إعلان قرار الإلغاء، أو المتصدر نهاية مرحلة الذهاب من الموسم، وفي هاتين الحالتين سيكون الفائز باللقب لهذا الموسم هو برشلونة.
والسيناريو الثاني هو البريميير ليغ، فقد تمت مناقشة ثلاثة خيارات بالفعل لحسم موقف الموسم الحالي، إما منح اللقب لنادي ليفربول، وإلغاء الهبوط، مع صعود ليدز يونايتد ووست بروميش ألبيون، وبذلك يصبح الدوري الموسم المقبل مكونا من 22 فريقاً، حيث لم يكن هناك اعتراض كبير من الأندية على منح اللقب للريدز بعد غياب 30 عاماً، خاصة أن الفريق على بعد 6 نقاط لحسم البطولة التي لا يزال يتبقى على انتهائها 9 جولات كاملة، أو إلغاء الموسم تماماً، وعدم الاعتراف بنتائجه، وبدء الموسم المقبل بنفس الأندية الموجودة حالياً، إلا أن هذا الاحتمال يبدو مستبعداً، مع تفوق ليفربول على القمة بفارق 25 نقطة، وأخيراً، إنهاء الموسم على نفس الوضع الموجود حالياً، وهو ما سيمنح ليفربول اللقب، ولكنه سيكون مرفوضاً تماماً بالنسبة للأندية التي تصارع الهبوط، وهي بورنموث وأستون فيلا ونورويش سيتي.
البعث ميديا-سامر الخيّر