مخاطر الاستخدام الزائد للانترنت من قبل الأطفال في هذه الظروف
في ظل الظروف التي يمرّ بها الجميع، والعادات التي يفرضها البقاء في المنزل بسبب الحجر المنزلي الطوعي الناجم عن الإجراءات الأحترازية في مواجهة فيروس “كورونا” والتي لم يسلم منها أحد حتى الأطفال بسبب تعليق الدراسة وإجبارهم على البقاء في المنزل، فلم يبقى لهم أي متنفس سوى الانترنت، وهنا تكمن المشكلة فالإدمان عليه بات واردا بشدة بسبب عدم وجود وقت محدد لاستخدامه واقتصار وسائل التعليم و الترفيهة على الشبكة العنكبوتية.
هنا نقول: رغم أن هناك إيجابيات لاستخدام الانترنت إلا أنه يحمل بين طياته الكثير من السلبيات، فيجب استخدامه تحت إشراف الأهل وعليهم مسؤولية مراقبة أطفالهم تجنباً للمخاطر، ومن أهمها:
– فقدان الثقة بالنفس وضعف شخصيته وجعل الطفل يعاني من غياب الهوية ممّا قد يتكون لديه من المعتقدات نتيجة تعرضه لأفكار وثقافات غريبة بسبب كثرة المعلومات التي يتعرف عليها عن طريق الانترنت وعدم قدرته على التأكد من صحتها.
– كما يؤثر الانترنت على سلوك الأطفال وذلك بسبب ممارسة الألعاب العنيفة ومشاهدة الأفلام التي تروّج للعنف.
– ويتعرّض الأطفال للمحتوى غير اللائق ما يمكن أن يتسبب بانحراف الأطفال وراء مشاهدة محتويات تكون متاحة لهم مثل تعاطي المخدرات.
– كما أن الانترنت يمكن أن يؤثر على صحة الأطفال نتيجة كثرة الجلوس أمام شاشات التلفاز والموبايل للتصفح ما يؤدي إلى ضعف نظره وإصابته بأوجاع العظام، خاصة وأن جسده يكون في مرحلة التكوين.
– ويؤثر الانترنت على علاقات الأطفال الاجتماعية والأسرية بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها على الانترنت ما يجعله ينفصل عن الآخرين وربما ينعزل ويصاب بالوحدة.
– الإدمان على الانترنت يعرّض الأطفال إلى التنمّر، وقد تصل الأمور إلى درجة أكثر خطورة وذلك خلال استغلال الأطفال وتقديم الإغراءات لهم، بالاحتيال مالياً عليهم أو سرقة معلومات شخصية عنهم وحساباتهم على الانترنت مثلاً كسرقة البريد الالكتروني.
وفي ظل هذه المخاطر وغيرها يأتي دور الأهل والمراقبة الأسرية على الأطفال لتأمين الحماية اللازمة لهم من مخاطر الاستخدام الزائد أو الإدمان على الانترنت، حيث يلعب الأبوين دوراً رئيسياً ومهماً في تحقيق هذه الحماية من خلال النصائح التالية:
– مراقبة الأهل للأطفال من خلال ما يشاهدونه وتوفير الحماية من خطر الدخول إلى مواقع غير لائقة، أو غير مرغوب بها.
– يجب على الأهل وضع جهاز الكمبيوتر في مكان يمكن للأهل مراقبة ما يتابع الطفل من برامج أو من الألعاب أو الأفلام التي يشاهدوها.
– تحديد ساعات استخدام الانترنت للأطفال ويفضّل أن تكون مدة لا تتجاوز أكثر من ثلاث ساعات في اليوم.
– رفع الوعي عند الأطفال من خلال استخدامه للانترنت وذلك من خلال التوضيح لهم بضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم إعطاء أي معلومات شخصية أو كلمات المرور لأي شخص غريب.
– معرفة الأشخاص الذين يتواصلون معهم الأطفال ويجب إبعادهم عن الأشخاص الغرباء.
– تفعيل المشاركة العائلية من خلال برامج المحادثة عبر الانترنت، حيث يكون ذلك بتواصل الأهل مع أطفالهم من خلال الانترنت وهذا يعزز رقابة الأهل وتقوية علاقة الأطفال بأسرتهم.
– توعية الأطفال لكيفية التصرف في حال تعرّضهم للإساءة أو التنمّر عبر الانترنت ويجب إعلام الأهل بذلك.
– حماية الجهاز من الفيروسات وذلك يتمّ من خلال تحميل برامج مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية الشخصية الموجودة في الكمبيوتر أو الموبايل وتحديثها بشكل دوري.
– يجب على الآباء والأهل أن يكونوا هم القدوة الحسنة للأطفال وذلك من خلال تقليل استخدام الانترنت فمن الخطأ أن تطلب من الأطفال الابتعاد عن الإدمان على الانترنت وأنت تفعل العكس، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية.
استخدام الانترنت سلاح ذو وجهين له إيجابياته وسلبياته وذلك وفقاً لطريقة استخدامه، وهنا يجب التشجيع على الاستخدام الآمن للانترنت وتوفير جو لحماية الأطفال، ويجب عدم حرمانهم من استخدام هذه التقنية لأن من حقهم الاستفادة منها وتوسيع مداركهم وعلاقاتهم الاجتماعية، ولا يمكننا القول بعدم وجود فوائد للانترنت، فهو اليوم اساسي في عمليات عديدة وأهمها التعليم عن بعد، ويجب علينا السعي نحو نشر التوعية حول مخاطر الاستخدام الزائد والغير آمن من قبل الأطفال للانترنت وتأمين طرق الحماية لهم من قبل الأهل.
البعث ميديا || أسماء طه