شائعات العالم الافتراضي وأثرها النفسي في زمن الـ”كورونا”!
بعد تفشي فيروس “كورونا” وإعلانه جائحة من قبل الصحة العالمية، أضحى الفيروس الشغل الشاغل الذي تتسابق في بث أخباره وسائل الإعلام العامة والخاصة، وبات هاجس الناس، بل أضحى كابوسا يؤرق مضاجعهم، وخاصة بعد أن فقدت دول عظيمة السيطرة عليه، وتأخرها في اكتشاف دواء أو مضاد يكافحه.
لم ينته الضخ هنا، بل سارعت منصات التواصل الاجتماعي لتبنيه وبثّ سمومها عبر كلمات وأخبار حول وجود الإصابات وحدوث الوفيات وكان لسورية نصيب من هذه الإشاعات، لم تتأخر وزارة الصحة السورية في تفنيد الأخبار وأكدت باكراً أنه في حال تم تسجيل أي حالة سيتم إعلانها مباشرة، لأن التكتم في هذا الموضوع لا يصبّ في مصلحة البلد طبعاً، وفعلاً أعلنت “الصحة” تسجيل أول حالة إصابة في سورية على لسان وزيرها، وهنا انهالت الشائعات والأخبار كالنهر الهائج.
ومن أسوأ الشائعات التي تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي أن الفيروس لا يصيب سوى المسنين، وهذا ما فنّده الخبراء بقولهم: إن الفيروس يصيب جميع الأفراد ولكن تزيد احتمالات التأثر بالفيروس لدى كبار السن أي ما بعد الـ60 عاما لذلك نسبة وفاة الشباب ما دون سن الـ40بالفيروس 2% بينما تبلغ نسبة من تجاوز الـ80 عاما 15%، وهي احصاءات أولية لم تثبت دقتها بشكل نهائي أيضا.
وهناك شائعة تقول بأن الفيروس تمّ تحضيره في مختبرات ومصانع بيولوجية، وهذا ما نفاه العلماء ولم يثبت بدليل قاطع، وبعضهم يجتهد ويقول تمّ تطوير لقاح مضاد لفيروس “كورونا” إلا أنه لم يطرح بعد في الأسواق، ولكن الواقع أنه لم يتم حتى الآن تطوير لقاح مضاد لكورونا ومتاح للاستخدام، لكن يوجد الكثير من الجهود التي تبذل في هذا المجال.
وهناك من ينصح عبر منصات التواصل باستخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بالفيروس، وهذا ما نفاه المختصون بقولهم إن كورونا مرض فيروسي ولا تستطيع المضادات التأثير عليه، ويحذر آخرون بالابتعاد عن الحيوانات الأليفة لأنها تنقل الفيروس، وهذا برأي الخبراء غير صحيح لأنه لم تظهر حتى الآن أي حالة لانتقال الفيروس من الحيوانات للإنسان.
ومما يروج له عبر مواقع التواصل أن من يتلقون طرود بريدية من الصين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، وهذا ما نفته منظمة الصحة العالمية بقولها: إن فيروس “كورونا” لا يعيش على الأسطح طويلا، لذلك لا يعقل ان ينتقل على أسطح الرسائل والطرود البريدية من بلد لبلد.
تدابير عالم التكنولوجيا
ولأن الشائعات عبر الانترنت تكتسب زخما بسرعة واتساع نطاق انتشارها وغياب المصدر ومن يقف خلفها، وخاصة الحسابات الوهميه وتوافر تطبيقات لتزييف الصور والفيديوهات، فقد قام “تويتر” بخطوة تحتسب له بحذف تغريدات المعلومات الخاطئة وإيقاف الحسابات الوهمية.
كما تعهد كل من “فيسبوك” و”غوغل” و”مايكروسوفت” في بيان مشترك بالعمل مع الحكومات لمحاربة المعلومات المضللة والمساعدة بالاتصال بأولئك الذين وضعوا أنفسهم قيد العزل، ليقتدي “يوتيوب” بمن سبقه ويقوم بحظر المقاطع التي تنشر وتروّج لمعلومات خاطئة.
من الملام؟
اللوم هنا ليس مقتصرا على منصات التواصل الاجتماعي وحسب بل لوسائل الاعلام حصة أيضا، فقد بات جلّ حديثها وشغلها الشاغل الـ”كورونا” عبر الأخبار والبرامج وشريط “العواجل”، علما أنه لدينا أمراض وحوادث ومرضى قلب وسرطان بأعداد تفوق مئات المرات من إصابات “كورنا”، فالتضخيم هنا أثار الرعب وبات بعض الناس مرضى بالوهم لا مرضى بالـ”كورونا”.
ولتفادي الشائعات والأخبار الكاذبة، التي إن وجدت آذان صاغية لها ستصعب المهمة على المعنيين بمجابهة المرض وبالتالي لا يتقيد الناس بالإجراءات الوقائية ما يؤثر على عمل الأطباء، لذلك يتوجب على الاعلام أن يقوم بإعطاء أرقام صحيحة ودقيقه يكون مصدرها وزارة الصحة، أي أن يكونوا على تواصل إيجابي مع الناس لما لهم من مصداقية ومتابعة.
نصائح
ينصح الخبراء بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون، وإذا كنت خارج المنزل فيمكنك استعمال مطهر لليدين، وأن نستفيد من تجربة الصين بأن يعي المواطن أنه الأساس والمفتاح لتجاوز هذه الازمة بإتباع ما تنصح به وزارة الصحة فإذا ما ظهرت عليه أعراض أو علم بأنه كان على اتصال بشخص مصاب عليه أن يراجع المستشفى كي لا يكون سببا في زيادة انتشار العدوى، ومتابعة حسابات الجهات الرسمية المسؤولة عن هذا الموضوع والتقيد بالاحتياطات والتدابير اللازمة للحفاظ على سلامتنا لأنه في حال بات الموضوع خارج السيطرة ستكون عدد الحالات كبيرة وتجربة إيطاليا خير درس وعبرة.
البعث ميديا_ليندا تلي